للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[خبر ابن خلدون عن الأمم التي استوطنتها]

وقال قاضي القضاة ابن خلدون الحضرمي في تاريخه الكبير، ما صورته (١) : كان هذا القطر الأندلسي من العدوة الشمالية من عدوتي البحر الرومي وبالجانب الغربي منها يسمى عند العجم الأندلوش، وتسكنه أممٌ من إفرنجة المغرب أشدهم وأكثرهم الجلالقة، وكان القوط قد تملّكوه وغلبوا على أهله لمئين من السنين قبل الإسلام، بعد حروبٍ كانت لهم مع اللطينيين حاصروا فيها رومة ثم عقدوا معهم السلم على أن ينصرف القوط إلى الأندلس، فصاروا إليها وملكوها. ولما أخذ الروم واللطينيون بملة النصرانية حملوا من وراءهم بالمغرب من أمم الفرنجة والقوط عليها فدانوا بها، وكان ملوك القوط (٢) ينزلون طليطلة، وكانت دار ملكهم، وربما تنقلوا ما بينها وبين قرطبة وإشبيلية وماردة، وأقاموا كذلك نحواً من أربعمائة سنة إلى أن جاء الله بالإسلام والفتح، وكان ملكهم لذلك العهد يسمى لذريق، وهو سمةٌ لملوكهم، كما هو جرجير (٣) سمةٌ لملوك صقلية، انتهى.

[شيءٌ عن غرناطة وأعمالها]

ومن أشهر بلاد الأندلس غرناطة، وقيل: إن الصواب أغرناطة - بالهمز - ومعناه بلغتهم الرّمّانة، وكفاها شرفاً ولادة لسان الدين بها.

وقال الشقندي (٤) : أما غرناطة فإنها دمشق بلاد الأندلس، ومسرح


(١) انظر العبر ٤: ١١٦ - ١١٧.
(٢) ملوك: سقطت من ق.
(٣) جرجير: (Gregorius) ؛ وفي ك: كما أن جرجير.
(٤) الشقندي أبو الوليد إسماعيل بن محمد (- ٦٢٩) صاحب كتاب اطرف ورسالة مشهورة في تفضيل الأندلس على بر العدوة، عارض بها أبا يحيى صهر ناصر بني عبد المؤمن، وقد احتفظ بها المقري في النفح في الباب السابع من القسم الأول، وهذا النص منها مأخوذ على سبيل الاختصار. (انظر ترجمة الشقندي في المغرب ١: ٢١٣) .

<<  <  ج: ص:  >  >>