للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عسى هامتي في القبر تسمع بعضه ... بترجيع شادٍ أو بتطريب طارق

فلي في ادّكاري بعد موتي راحةٌ ... فلا تمنعوها لي علالة زاهق

وإني لأرجو الله فيما تقدّمت ... ذنوبي به ممّا درى من حقائق ١٤٧ - وكان أبو مروان عبد الملك بن غصن مستولياً على وزارة ابن عبيدة ولسانه ينشد:

وشيّدت مجدي بين أهلي ولم أقل ... ألا ليت قومي يعلمون صنيعي وهجا ابن ذي النون بقوله:

تلقبت بالمأمون ظلماً، وإنّني ... لآمن كلباً حيث لست مؤمّنه

حرامٌ عليه أن يجود ببشره ... وأما الندى فاندب هنالك مدفنه

سطور المخازي دون أبواب قصره ... بحجّابه للقاصدين معنونه فلمّا تمكّن منه المأمون سجنه، فكتب إلى ابن هودٍ من أبيات:

أيا راكب الوجناء بلّغ تحيّةً ... أمير جذامٍ من أسيرٍ مقيّد

ولمّا دهتني الحادثات ولم أجد ... لها وزراً أقبلت نحوك أعتدي (١)

ومثلك من يعدي على كلّ حادثٍ ... رمى بسهامٍ للردى لم ترصد

فعلّك أن تخلو بفكرك ساعةً ... لتنقذني من طول همٍّ مجدّد

وها أنا في بطن الثرى وهو حاملٌ ... فيّسر على رقبى (٢) الشفاعة مولدي

حنانيك (٣) ألفاً بعد ألفٍ فإنّني ... جعلتك بعد الله أعظم مقصدي

وأنت الذي يدري إذا رام حاجةً ... تضلّ بها الآراء من حيث يهتدي


(١) ب: أغتدي.
(٢) م: رمل؛ ق: قيل.
(٣) م: حنانك.

<<  <  ج: ص:  >  >>