١٦٧ - وروي أن المقرئ أبا عبد الله محمد بن الفراء إمام النحو واللغة في زمانه - وكانت فيه فطنة ولوذعية - أبطأ خروجه يوماً إلى تلامذته، فطال بهم الكلام في المذاكرة فقال أحدهم نصف بيت، وكان فيهم وسيم من أبناء الأعيان، وكان ابن الفراء كثير الميل إليه، فلما خرج قال له: يا أستاذ، علمت نصف بيت، وأريد أن تتمه، فقال ما هو فقال:
ألا بأبي شادنٌ أوطف ... فقال الأستاذ ابن الفراء بديهاً:
إذا كان وردك لا يقطف ... وثغر ثناياك لا يرشف
فأيّ اضطرارٍ بنا أن نقول: ... ألا بأبي شادنٌ أوطف وهذا ابن الفراء هو القائل (١) :
قيل لي: قد تبدّلا ... فاسل عنه كما سلا
لك سمعٌ وناظرٌ ... وفؤادٌ فقلت: لا
قيل: غالٍ وصاله ... قلت: لمّا غلا حلا
أيّها العاذل الذي ... بعذابي توكّلا
عد صحيحاً مسلّماً ... لا تعيّر فتبتلى وتذكرت بهذا ما أنشده لسان الدين في كتابه " روضة التعريف بالحب الشريف ":