للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وضياع بديعة، وقلاع منيعة، وبالجملة فمحاسنها كثيرة، ولعلّنا نلمّ ببعض متنزهاتها فيما يأتي من هذا الكتاب إن شاء الله تعالى.

وطليطلة قاعدة ملك القوطيين، وهي مطلّة على نهر تاجه، وعليه كانت القنطرة التي يعجز الواصفون عن وصفها، وكانت على قوس واحد تكنفه فرختان (١) من كل جانب، وطول القنطرة ثلاثمائة باع، وعرضها ثمانون باعاً، وخربت أيام الأمير محمد لما عصى عليه أهلها فغزاهم، واحتال في هدمها، وفي ذلك يقول الحكيم عباس بن فرناس (٢) :

أضحت طليطلةٌ معطّلةً ... من أهلها في قبضة الصقر

تركت بلا أهلٍ تؤهّلها ... مهجورة الأكناف كالقبر

ما كان يبقي الله قنطرةً ... نصبت لحمل كتائب الكفر وسيأتي بعض أخبار طليطلة.

[مدينة المرية وما تشتهر به]

ومن مشهور مدن الأندلس المرية، وهي على ساحل البحر، ولها القلعة المنيعة المعروفة بقلعة خيران، بناها عبد الرحمن الناصر، وعظمت في دولة المنصور بن أبي عامر، وولى عليها مولاه خيران، فنسبت القلعة إليه، وبها من صنعة الديباج ما تفوق به على سائر البلاد، وفيها دار الصناعة، وتشتمل كورتها على معدن الحديد والرخام، ومن أبوابها باب العقاب عليه صورة


(١) ك: فرجتان.
(٢) بعاس بن فرناس التاكرني حكيم الأندلس، بربري الأصل من موالي بني أمية، كان صاحب اختراعات وتوليدات (توفي ٢٧٤) ، انظر ترجمته في الجذوة ٣٠٠ وبغية الملتمس (رقم: ١٢٤٧) والمغرب ١: ٣٣٣. وله أخبار في المقتبس (تحقيق مكي) ؛ والأبيات فيه ص ٣٠٦ - ٣٠٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>