للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كثير السمك، ومنها يحمل مملّحاً إلى إشبيلية، وهي من كورة لبلة (١) مضافة إلى عمل أونبة، انتهى.

[قرطاجنة وخواصها]

وقال بعضهم، لما أجرى ذكر قرطاجنة من بلاد الأندلس: إن الزرع في بعض أقطارها يكتفي بمطرة واحدة، وبها أقواس من الحجارة المقربصة (٢) ، وفيها من التصاوير والتماثيل وأشكال الناس وصور الحيوانات ما يحير البصر والبصيرة، ومن أجب بنائها الدواميس (٣) ، وهي أربعة وعشرون على صف واحد من حجارة مقربصة، طول كل داموس مائة وثلاثون خطوة في عرض ستين خطوة، وارتفاع كل واحد أكثر (٤) من مائتي ذراع، بين كل داموسين أنقاب محكمة تتصل فيها المياه من بعضها إلى بعض في العلوّ الشاهق بهندسة عجيبة وإحكام بديع، انتهى.

قلت: أظن هذا غلطاً؛ فإن قرطاجنة التي بهذه الصفة قرطاجنة إفريقية (٥) ، لا قرطاجنة الأندلس، والله أعلم.

وقال صاحب مناهج الفكر، عندما ذكر قرطاجنة: وهي على البحر الرومي مدينة قديمة بقي منها آثار، لها فحص طوله ستة أيام وعرضه يومان


(١) لبلة: (Niebla) كانت قاعدة كورة تسمى باسمها وهي على بعد خمسين كيلومتراص غربي غشبيلية وتتبع مديرية ولبة (Huelva) .
(٢) مقربصة أو مقربة بمعنى محكمة الأساس؛ يقال قربص البيت: قاس طوله وعرضه ليساوي بين كل حائط وما يقابله.
(٣) الدواميس هنا: بمعنى الأحواض أو ما يشبه " الهواويس "، جمع داموس، وقد تستعمل بمعنى " السجن " ومنه الديماس.
(٤) ج ط ق: أطول.
(٥) انظر جغرافية البكري - المغرب في ذكر بلاد أفريقية: ٤٤ ففيه وصف لقرطاجنة افريقية يؤكد أن المقري على صواب.

<<  <  ج: ص:  >  >>