للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

معمور بالقرى، انتهى.

وذكر قبل ذلك في لورقة أن بناحيتها يوجد حجر اللازورد.

وفي البحر الشامي الخارج من المحيط جزيرتا ميورقة ومنورقة، وبينهما خمسون ميلاً، وجزيرة ميورقة مسافة يوم، بها مدينة حسنة، وتدخلها ساقية جارية على الدوام، وفيها يقول ابن اللّبّانة (١) :

بلدٌ أعارته الحمامة طوقها ... وكساه حلّة ريشه الطاووس (٢)

فكأنّما الأنهار فيه مدامةٌ ... وكأنّ ساحات الديار كؤوس وقال يخاطب ملكها (٣) ذلك الوقت:

وغمرت (٤) بالإحسان أرض ميورقةٍ ... وبنيت ما لم يبنه الاسكندر وجزيرة يابسة.

واستقصاء ما يتعلق بهذا الفصل يطول، ولو تتبّع لكان تأليفاً مستقلاً، وما أحسن قول ابن خفاجة (٥) :


(١) ابن اللبانة: أبو بكر محمد بن عيسى شاعر دولة المعتمد وصاحب المراثي فيه ومؤلف كتاب سقيط الدرر ولقيط الزهر في شعر ابن عباد، توفي سنة ٥٠٧ بميورقة وسيرد ذكره في النفح كثيراً. (راجع ترجمته في المغرب ٢: ٤٠٩ والمعجب: ٢٠٨ والقلائد: ٢٤٥ والوافي: ٤: ٢٩٧ والذخيرة (القسم الثالث ٢٠٩) والمطرب: ١٧٨ وفوات الوفيات ٢: ٥١٤ والتكملة: ٤١٠ وله موشحات في دار الطراز.
(٢) البيتان في " المقتطفات ": ٤٠ وينسب البيتان لابن قلاقس الإسكندري، قالهما في مدينة مسينة بصقلية حين زارها، وهما في ديوانه: ٥٦ وكذلك ينسبان لابن حمديس (ديوانه: ٥٥٣) حسبما ورد في مسالك الأبصار، ونسبهما صاحب المغرب (٢: ٤٦٦) لابن اللبانة.
(٣) كان صاحب ميورقة في زمن ابن اللبانة هو مبشر بن سليمان املقب ناصر الدولة.
(٤) ق ج: وعمرت.
(٥) أبو إسحاق إبراهيم بن خفاجة شاعر الطبيعة الأكبر، توفي سنة ٥٢٣؛ نشر ديوانه بتحقيق الدكتور السيد مصطفى غازي (الإسكندرية ١٩٦٠) وفي ص: ٤٣٧ ثبت جامع للمصادر التي ترجمت لابن خفاجة أو أوردت ذكره وشعره؛ وهذه الأبيات في الديوان: ١٣٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>