للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إنّ للجنّة بالأندلس ... مجتلى حسنٍ وريّا نفس

فسنا صبحتها من شنبٍ ... ودجى ليلتها من لعس

وإذا ما هبت الريح صباً ... صحت واشوقي إلى الأندلس وقال بعضهم في طليطلة:

زادت طليطلةٌ على ما حدّثوا ... بلدٌ عليه نضرةٌ ونعيم

الله زيّنه فوشّح خصره ... نهر المجرّة والغصون نجوم [رسالة أبي البحر في تغاير مدن الأندلس]

ولا حرج إن أوردنا هنا ما خاطب به أديب الأندلس أبو بحر صفوان بن إدريس الأمير عبد الرحمن ابن السلطان يوسف بن عبد المؤمن بن علي، فإنّه مناسب، ونصّه (١) : مولاي، أمتع الله ببقائك الزمان وأبناءه، كما ضمّ على حبّك أحناءهم وأحناءه، ووصل لك ما شئت من اليمن والأمان، كما نظم قلائد فخرك على لبّة الدهر نظم الجمان، فإنّك الملك الهمام، والقمر التمام، أيّامك غرر وحجول، وفرند بهائها في صفحات الدهر يجول، ألبست الرعية برود التأمين، فتنافست فيك من نفيسٍ ثمين، وتلقّت دعوات خلدك لها باليمين، فكم للناس، من أمنٍ بك وإيناس، وللأيام، من لوعة فيك وهيام، وللأقطار، من لبانات لديك وأوطار، وللبلاد، من قراع لها على تملكك لها وجلاد، يتمنّون شخصك الكريم على الله ويقترحون، ويغتبقون في رياض ذكرك العاطر بمدام حبّك ويصطبحون، " كلّ حزبٍ بما لديهم فرحون " محبةً من الله ألقاها لك حتى على الجماد، ونصراً


(١) وردت هذه الرسالة في أوراق مخطوطة رقم ٤٢١ بالإسكوريال، وهي مقتطفات لعلها من نفح الطيب ويحال عليها بلفظة " المقتطفات ".

<<  <  ج: ص:  >  >>