للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الله تعالى للإسلام - قال (١) : فوصلت إلى بلاد الأندلس - حرسها الله تعالى - حيث الأجر موفور للساكن، والثواب مذخور للمقيم والظاعن، إلى أن قال عند ذكره (٢) غرناطة ما نصّه: قاعدة بلاد الأندلس، وعروس مدنها، وخارجها لا نظير له في الدنيا، وهو مسيرة أربعين ميلاً، يخترقه نهر شنيل المشهور، وسواه من الأنهار الكثيرة، والبساتين (٣) والجنّات والرياضات والقصور، والكروم محدقة بها من كل جهة، ومن عجيب مواضعها عين الدمع، وهو جبل فيه الرياضات والبساتين، لا مثل له بسواها، انتهى.

وقال الشقندي: غرناطة دمشق بلاد الأندلس، ومسرح الأبصار، ومطمح الأنفس، ولم تخل من أشرافٍ أماثل، وعلماء أكابر، وشعراء أفاضل، ولو لم يكن بها إلا ما خصّها الله تعالى به من كونها قد نبغ فيها النساء الشواعر كنزهون القلعية والرّكونية (٤) وغيرهما، وناهيك بهما في الظّرف والأدب، انتهى.

ولبعضهم يتشوّق إلى غرناطة فيما ذكر بعض المؤرخين، والصواب أن الأبيات قيلت في قرطبة كما مرّ (٥) ، والله أعلم:

أغرناطة الغرّاء هل لي أوبةٌ ... إليك؟ وهل يدنو لنا ذلك العهد؟

سقى الجانب الغربيّ منك غمائمٌ (٦) ... وقعقع في ساحت روضتك الرّعد

لياليك أسحارٌ، وأرضك جنّةٌ، ... وتربك في استنشاقها عنبرٌ ورد وقال ابن مالك الرّعيني:


(١) رحلة ابن بطوطة: ٦٦٥، ٦٧٠.
(٢) ق: عند ذكر.
(٣) ك: والبساتين الجليلة؛ وسقطت اللفظتان من ج.
(٤) سيجيء التعريف بهما وبكثير من شواعر الأندلس في النفح.
(٥) انظر ص: ١٥٥ فيما تقدم.
(٦) ك: غمامة.

<<  <  ج: ص:  >  >>