للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لسوق الخصب فيه من نفاق؟ ذراك لا يكتحل الطرف فيه بهجوع، وقراك لا يسمن ولا يغني من جوع، فإلام تبرز الإماء في منصّة العقائل؟ ولكن اذكري قول القائل (١) :

بلنسيةٌ بيني عن القلب سلوةً ... فإنّك روضٌ لا أحنّ لزهرك

وكيف يحبّ المرء داراً تقسّمت ... على صارمي جوعٍ وفتنة مشرك بيد أنّي أسأل الله تعالى أن يوقد من توفيقك ما خمد، يسيل من تسديدك ما خمد، ولا يطيل عليك في الجهالة الأمد، وإيّاه سبحانه نسأل أي يردّ سيّدنا ومولانا إلى أفضل عوائده، ويجعل مصائب أعدائه من فوائده، ويمكّن حسامه من رقاب المشغّبين، ويبقيه وجيهاً في الدنيا والآخرة ومن المقرّبين، ويصل له تأييداً وتأبيداً، ويمهّد له الأيام حتى تكون الحرار لعبيد عبيده (٢) عبيداً، ويمد على الدنيا بساط سعده، ويهبه ملكاً لا ينبغي لأحدٍ من بعده:

آمين آمين لا أرضى بواحدةٍ ... حتّى أضيف إليها ألف آمينا ثم السلام الذي يتأنّق عبقاً ونشراً، ويتألّق رونقاً وبشراً، على حضرتهم العليّة، ومطالع أنوارهم الجليّة (٣) ، ورحمة الله تعالى وبركاته، انتهى.

[عودٌ إلى ذكر غرناطة]

ولما ألمّ الرحّلة ابن بطوطة في رحلته بدخوله لبلاد (٤) الأندلس - أعادها


(١) سينسبهما المقزي ص: ١٨٠ لابن عياش (وهما له في زاد المسافر: ٩٤) وفي ياقوت (بلنسية) : أنهما لابن حريق.
(٢) ط ق والمقتطفات: اعبيده عبيداً.
(٣) ك: السنية الجلية.
(٤) ك: بدخوله بلاد.

<<  <  ج: ص:  >  >>