للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بيني وبين سيّدنا أبي زيد، وإلا ضربتكم ضرب زيد (١) ، فأنا أولاكم بهذا الملك المستأثر بالتعظيم " وما يلقّاها إلاّ ذو حظٍّ عظيم ".

فقالت بلنسية: فيم الجدال والقراع؟ وعلام الاستهام والاقتراع؟ وإلام التعريض والتصريح؟ وتحت الرّغوة اللبن الصريح (٢) ، أنا أحوزه من دونكم، فأخمدوا ناري تحرّككم وهدونكم، فلي المحاسن الشامخة الأعلام، والجنات التي تلقي إليها الآفاق يد الاستسلام، وبرصافتي وجسري أعارض مدينة السلام (٣) ، فأجمعوا على الانقياد لي والسلام، وإلاّ فعضّوا بناناً، واقرعوا أسناناً، فأنا حيث لا تدركون وأنّى، ومولانا لا يهلكنا بما فعل السفهاء منّا.

فعند ذلك ارتمت جمرة تدمير بالشّرار، واستدّت (٤) أسهمها لنحور الشّرار، وقالت: عش رجباً، تر عجباً، أبعد العصيان والعقوق، تتهيئين لرتب ذوي الحقوق؟ هذه سماء الفخر فمن ضمك أن تعرجي، ليس بعشّك فادرجي (٥) ، لك الوصب والخبل " آلآن وقد عصيت قبل "، أيّتها الصانعة الفاعلة، من أدّاك أن تطرّي وما أنت ناعلة (٦) ؟ ما الذي يجديك الروض والزّهر؟ أم ما يفيدك الجدول والنهر؟ وهل يصلح العطّار وما أفسد الدّهر (٧) ؟ هل أنت إلاّ محطّ رحل النفاق، ومنزلٌ ما


(١) إشارة إلى قول النحويين: " ضرب زيد عمراً ".
(٢) هذا من أمثالهم؛ أي أن الظاهر لا يحجب الحقيقة.
(٣) تشتهر بلنسية برصافتها وجسرها، وكذلك بغداد في قول علي بن الجهم: " عيون المها بين الرصافة والجسر ".
(٤) ط ق ج: واشتدت.
(٥) من أمثالهم؛ أي ليس هذا من الأمر الذي لك فيه حق فدعيه. (انظر فصل المقال: ٣١٩) .
(٦) ك: أدراك أن تضربي وما انت فاعلة؛ ق ك ط ج دوزي: أن تضربي؛ ج: فاعلة. وكله خطأ في الجميع، وصوابه من المثل " أطري فإنك ناعلة " أي خذي طرر الوادي وهي نواحيه. (فصل المقال: ١٤٧ وفهرسته) .
(٧) من قول الشاعر في عجوز:
تروح إلى العطار تبغي صلاحها ... وهل يصلح العطار ما أفسد الدهر

<<  <  ج: ص:  >  >>