للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقلت: وقت لسع روض فيه للنهر أرقم

فقال: فوا أسفي إن لم تكن لي عودةٌ

فقلت: فكن مالكاً إنّي عليك متمّم

فقال: فأحسب هذا آخر العهد بيننا

فقلت: وقد يلحظ الرّحمن شوقي فيرحم

فقال: سلامٌ سلامٌ لا يزال مردّداً

فقلت: عليك ولا زالت بك السّحب تسجم

[بلنسية وبعض قراها]

وقال ابن سعيد (١) : إن كورة بلنسية من شرق الأندلس تنبت الزعفران (٢) ، وتعرف بمدينة التراب، وبها كمثرى تسمى الأرزة (٣) في قدر حبّة العنب، قد جمع مع حلاوة المطعم (٤) ذكاء الرائحة، إذا دخل داراً عرف بريحه، ويقال: إن ضوء بلنسية يزيد على ضوء سائر بلاد الأندلس، وبها منازه (٥) ومسارح، ومن أبدعها وأشهرها الرّصافة ومنية ابن أبي عامر.

وقال الشرف أبو جعفر بن مسعدة الغرناطي من أبيات فيها:

هي الفردوس في الدنيا جمالاً ... لساكنها وكارهها (٦) البعوض وقال بعضهم فيها (٧) :


(١) انظر جانباً من هذا الوصف في المغرب ٢: ٢٩٧ - ٢٩٨.
(٢) ك: ينبت بها الزعفران.
(٣) دوزي: الأزرة. وفي التعليقات محاولة للربط بينها وبين لفظة (Azerola) المشتقة من الزعور.
(٤) ك: الطعم.
(٥) ك: منارة.
(٦) دوزي: مكارهها، ولعل فيه إشارة إلى الحديث " حفت الجنة بالمكاره ".
(٧) سيرد البيتان في الباب السابع من هذا الكتاب.

<<  <  ج: ص:  >  >>