للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فإن قالوا محلّ غلاء سعرٍ ... ومسقط ديمتي طعنٍ وضرب

فقل هي جنّةٌ حفّت رباها ... بمكروهين من جوعٍ وحرب وقال الرّصافي في رصافتها (١) :

ولا كالرّصافة من منزلٍ ... سقته السحائب صوب الوليّ

أحنّ إليها ومن لي بها ... وأين السّريّ من الموصليّ وقال ابن سعيد: وبرصافة بلنسية مناظر وبساتين ومياه، ولا نعلم في الأندلس ما يسمى بهذا الاسم إلا هذه ورصافة قرطبة، انتهى.

ومن أعمال بلنسية قرية المنصف التي منها الفقيه الزاهد أبو عبد الله المنصفي وقبره كان بسبتة يزار، رحمه الله تعالى، ومن نظمه (٢) :

قالت لي النّفس أتاك الردى ... وأنت في بحر الخطايا مقيم

فما ادّخرت الزاد، قلت: اقصري ... هل يحمل الزاد لدار الكريم ومن عمل بلنسية قرية بطرنة، وهي التي كانت فيها الوقيعة المشهورة للنصارى على المسلمين، وفيها يقول أبو إسحاق بن معلّى الطرسوني (٣) :

لبسوا الحديد إلى الوغى ولبستم ... حلل الحرير عليكم ألوانا

ما كان أقبحهم وأحسنكم بها ... لو لم يكن ببطرنةٍ ما كانا ومن عمل بلنسية متّيطة التي نسب إليها جماعةٌ من العلماء والأدباء.


(١) ديوان الرصافي: ١٢٤ نقلاً عن النفح.
(٢) انظر المغرب ٢: ٣٥٤ وسيترجم في النفح لأبي الحجاج المنصفي.
(٣) إبراهيم بن معلى (ق ك: يعلى؛ ط: علي الطرسوسي) الطرسوني شاعر اشتهر بمدح المقتدر بن هود، وطرسونة بلدة من مدن الثغر (ترجم له فيالذخيرة، القسم الثالث: ٢٦٤ والمغرب ٢: ٤٥٧) وبيتاه في الذخيرة: ٢٦٩ قالهما يصف خروج أهل لنسية للقاء العدو في غير ثياب الحرب، وتدعى هذه بوقعة بطرنة عام ٤٥٥ وقد فصل ابن عذاري فيها القول ٣: ٢٥٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>