للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحسن الأنصاري، الجياني، نزيل فاس، وولي خطابتها، ولم ينظم أحدٌ في الكيمياء مثل نظمه بلاغة معانٍ، وفصاحة ألفاظٍ، وعذوبة تراكيب، حتى قيل فيه: إن لم يعلمك صناعة الذهب علمك الأدب. وفي عبارة بعضهم: إن فاتك ذهبه، لم يفتك أدبه. وقيل فيه: إنه شاعر الحكماء، وحكيم الشعراء. وتوفي رحمه الله تعالى سنة ثلاث وتسعين وخمسمائة.

[عود إلى النقل عن بدائع البدائه]

ولنذكر هنا نبذة من سرعة بديهة أهل الأندلس، وإن مرت من ذلك جملة، وستأتي أيضاً زيادة على الجميع، فنقول:

٤٥٨ - قال في " بدائع البدائه " ما صورته (١) : روى عبد الجبار بن حميدس الصقلي قال: صنع عبد الجليل بن وهبون المرسي الشاعر لنا نزهة بوادي إشبيلية، فأقمنا فيه يومنا، فلما دنت الشمس للغروب هب نسيم ضعيف غضّن وجه الماء، فقلت للجماعة: أجيزوا:

حاكت الريح من الماء زرد ... فأجازه كل منهم بما تيسر له، فقال لي أبو تمام غالب بن رباح، الحجاج: كيف قلت يا أبا محمد فأعدت القسيم له، فقال:

أيّ درعٍ لقتالٍ لو جمد ... وقد ذكرنا في هذا الكتاب ما يخالف هذا، فليراجع في محله (٢) .

ثم قال صاحب " بدائع البدائه " (٣) بعد ما سبق ما صورته: وقد نقله ابن


(١) البدائع ١: ٦٣.
(٢) سيجيء ما يخالفه في ترجمة الرميكية في الجزء الرابع من النفح.
(٣) ص: ٦٤ - ٦٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>