للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فما احمرّ منه فصوص العقيق ... وما اسودّ منه عيون المها ٤٥٥ - وقال بعضهم (١) :

وأين معاهدٌ للحسن فيها ... وللأنس التقاء البهجتين

وللأوتار والأطيار فيها ... لدى الأسحار أطرب ساجعين (٢)

فكم بدرٍ تجلّى من رباها ... ومن بطحائها في مطلعين

وأغيد يرتعي من تلعتيها ... ومن ثمر القلوب بمرتعين

إذا أهوى لسوسنة يميناً ... عجبت من التقاء السوسنين

وكم يومٍ توشّح من سناه ... ومن زهراتها في حلتين

وراح أصيله ما بين نهرٍ ... ودولابٍ يدور بمسمعين

بنهرٍ كالسماء يجول فيه ... سحائب من ظلال الدوحتين

تدرّع للنّواسم حين هزت ... عليها كلّ غصن كالرّديني

ملاعب في غرامي عند ذكري ... صباه وغصنه المتلاعبين ٤٥٦ - وقال الوزير محمد بن عبد الرحمن بن هانئ:

يا حرقة البين كويت الحشا ... حتى أذبت القلب في أضلعه

أذكيت فيه النار حتى غدا ... ينساب ذاك الذّوب من مدمعه

يا سؤل هذا القلب حتى متى ... يؤسى برشف الرّيق من منبعه

فإنّ في الشهد شفاء الورى ... لا سيّما إن مصّ من مكرعه

والله يدني منكم عاجلاً ... ويبلغ القلب إلى مطمعه ٤٥٧ - ولو لم يكن للأندلسيين غير كتاب " شذور الذهب " لكفاهم دليلاً على البلاغة، ومؤلفه هو علي بن موسى بن علي بن محمد بن خلف أبو


(١) زاد في م: في خضرة وروض واجتماع أحباب.
(٢) ب م: سامعين.

<<  <  ج: ص:  >  >>