للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقال بديهاً يجيزه:

وقلت خذي جوهراً ثابتاً ... فقالت خذوا عرضاً زائلاً ٤٧٣ - وركب المعتمد (١) في بعض الأيام قاصداً الجامع، والوزير أبو بكر ابن عمار يسايره، فسمع اذان مؤذن، فقال المعتمد:

هذا المؤذّن قد بدا بأذانه ... فقال ابن عمار:

يرجو بذاك العفو من رحمانه ... فقال المعتمد:

طوبى له من شاهدٍ بحقيقةٍ ... فقال ابن عمار:

إن كان عقد ضميره كلسانه ... ٤٧٤ - وقال عبد الجبار بن حمديس الصقلي (٢) : أقمت بإشبيلية لما قدمتها على المعتمد بن عباد مذة لا يلتفت إلي ولا يعبأ بي، حتى قنطت لخيبتي مع فرط تعبي، وهممت بالنكوص على عقبي، فإني لكذلك ليلة من الليالي في منزلي إذا بغلام (٣) معه شمعة ومركوب، فقال لي: أجب السلطان، فركبت من فوري، ودخلت عليه، فأجلسني على مرتبة فنك (٤) ، وقال لي افتح الطاق التي تليك، ففتحتها فإذا بكور زجاج على بعد، والنار تلوح من بابيه، وواقدة تفتحهما تارة وتسدهما أخرى، ثم دام سد أحدهما وفتح الآخر، فحين تأملتهما قال لي: أجز:


(١) البدائع ١: ١٧١.
(٢) البدائع ١: ١٧١.
(٣) البدائع: إذ أتاني غلام.
(٤) البدائع: على مرتبته.

<<  <  ج: ص:  >  >>