للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وللهواء بها لطفٌ يرقّ به ... من لا يرقّ، وتبدو منه أهواء

ليس النسيم الذي يهفو بها سحراً ... ولا انتثار لآلي الطّلّ أنداء

وإنّما أرج النّدّ استثار بها ... في ماء وردٍ فطابت منه أرجاء

وأين يبلغ منها ما أصنّفه ... وكيف يحوي الذي حازته إحصاء

قد ميّزت من جهات الأرض حين بدت ... فريدةً وتولّى ميزها الماء

دارت عليها نطاقاً أبحرٌ خفقت ... وجداً بها إذ تبدّت وهي حسناء

لذاك يبسم فيها الزّهر من طربٍ ... والطير يشدو وللأغصان إصغاء

فيها خلعت عذاري ما بها عوضٌ ... فهيّ الرّياض، وكلّ الأرض صحراء ولله درّ ابن خفاجة حيث يقول:

إن للجنّة بالأندلس ... مجتلى مرأى ريّا نفس

فسنا صبحتها من شنبٍ ... ودجى ظلمتها من لعس

فإذا ما هبّت الريح صباً ... صحت واشوقي إلى الأندلس وقد تقدمت هذه الأبيات (١) .

قال ابن سعيد: قال ابن خفاجة هذه الأبيات وهو بالمغرب الأقصى في برّ العدوة، ومنزله في شرق الأندلس بجزيرة شقر.

[رخاء الأندلس كما يصفه ابن حوقل]

وقال ابن سعيد في المغرب ما نصّه: قواعد من كتاب " الشهب الثاقبة، في الإنصاف بين المشارقة والمغاربة " (٢) أول ما نقدم الكلام على قاعدة السلطنة


(١) انظر ص: ١٧٠ من هذا الكتاب.
(٢) لم يصلنا هذا الجزء من المغرب، ولكن العمري أورد منه فقرات كثيرة في مسالك الأبصار الجزء الثالث، القسم الأول، قال: والمناظرة بين المشرق والمغرب تحتمل كتاباً وقد صنفته بالشام لضرورة دعت إلى ذلك من شدة إنحاء المشارقة على المغاربة من كل جهة ... وسميت الكتاب " والشهب الثاقبة في الإنصاف بين المشارقة والمغاربة " (الورقة: ١٠٤) .

<<  <  ج: ص:  >  >>