قال ابن حيان في " المقتبس " لم يكن في زمانها من حرائر الأندلس من يعدلها علماً وفهماً وأدباً وشعراً وفصاحة، تمدح ملوك الأندلس وتخاطبهم بما يعرض لها من حاجة، وكانت حسنة الخط، تكتب المصاحف، وماتت عذراء لم تنكح سنة أربعمائة.
وقال في " المغرب ": إنها من عجائب زمانها، وغرائب أوانها، وأبو عبد الله الطبيب عمها، ولو قيل " إنها أشعر منه " لجاز، ودخلت على المظفر ابن المنصور بن أبي عامر وبين يديه ولد، فارتجلت:
أراك الله فيه ما تريد ولا برحت معاليه تزيد
فقد دلت مخايله على ما تؤمله وطالعه السعيد
تشوقت الجياد له وهز ال حسام هوى وأشرقت البنود
فسوف تراه بدراً في سماء من العليا كواكبه الجنود
وكيف يخيب سبل قد نمته إلى العليا ضراغمة الأسود
فأنتم آل عامر خير آل زكا الأبناء منكم والجدود
وليدك لدى رأي كشيخ وشيخكم لدى الحرب وليد
وخطبها بعض الشعراء ممن لم ترضه فكتبت إليه:
أنا لبوة لكنني لا أرتضي نفسي مناخاً طول دهري من أحد
ولو أنني أختار ذلك لم أجب كلباً وكم غلقت سمعي عن أسد
(١) ترجمة عائشة القطربية في الصلة: ٦٥٤ والسيوطي: ٧١ واسم أبيها أحمد بن حمد بن قادم.