للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

١٨ - ومنهن مريم بنت أبي يعقوب الأنصاري (١) .

سكنت إشبيلية، وأصلها والله أعلم من شلب.

وذكرها ابن دحية في " المطرب " (٢) وقال: إنها أديبة شاعرة " جزلة " مشهورة، وكانت تعلم النساء الأدب، وتحتشم لدينها وفضلها، وعمرت عمراً طويلاً، سكنت إشبيلية، واشتهرت بها بعد الأربعمائة، وذكرها الحميدي، وأنشد لها جوابها لما بعث المهدي إليها بدنانير، وكتب إليها:

ما لي بشكر الذي أوليت من قبل لم أنني حزت نطق اللسن في الحلل

يا فذة الظرف في هذا الزمان ويا وحيدة العصر في الإخلاص في العمل

أشبهت مريماً العذراء في ورع وفقت خنساء في الأشعار والمثل

ونص الجواب منها:

من ذا يجاريك في قول وفي عمل وقد بدرت إلى فضل ولم تسل

ما لي بشكر الذي نظمت في عنقي من اللآلي وما أوليت من قبل

حليتني بحلى أصبحت زاهية بها على كل أنثى من حلى عطل

لله أخلاقك الغر التي سقيت ماء الفرات فرقت رقة الغزل

أشبهت مروان من غارت بدائعه وأنجدت وغدت من أحسن المثل

من كان والده العضب المهند لم يلد من النسل غير البيض والأسل

ومن شعرها وقد كبرت:

وما يرتجى من بنت سبعين حجة وسبع كنسيج العنكبوت المهلهل

تدب دبيب الطفل تسعى إلى العصا وتمشي بها مشي الأسير المكبل


(١) ترجمة مريم في الصلة: ٦٥٦ والجذوة: ٣٨٩ (وبغية الملتمس رقم: ١٥٨٤) والسيوطي: ٩٠.
(٢) يبدو أن المقري وهم هنا، فأثبت الصلة ونسبه للمطرب، وليس في المطرب ترجمة لمريم هذه.

<<  <  ج: ص:  >  >>