للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وأنشد القائد أبو بكر بن وزير الشلبي (١) وهو من أمراء كتائب إشبيلية قصيدة يخاطب بها يعقوب المنصور فيما جرى في وقعة مع الفرنجكان الشلبي المذكور مقدماً فيها:

ولما تلاقينا جرى الطعن بيننا فمنا ومنهم طائحون عديد

وجال غرار الهند فينا وفيهم فمنا ومنهم قائم وحصيد

فلا صدر إلا فيه صدر مثقف وحول الوريد للحسام ورود

صبرنا ولا كهف سوى البيض والقنا ... كلانا على حر الجلاد (٢) جليد ولكن شددنا شدة فتبلدوا ومن يتبلد لا يزال يحيد

فولوا وللسمر الطوال بهامهم ركوع وللبيض الرقاق سجود

رجع إلى أخبار المنصور بعد هدنة الإفرنج:

ولما انقضت مدة الهدنة، ولم يبق منها إلا القليل، خرج طائفة من الإفرنج في جيش كثيف إلى بلاد المسلمين فنهبوا وسعوا وعاثوا عيثاً فظيعاً، فانتهى الخبر إليه، فتجهز لقصدهم في جيوش موفرة وعساكر مكتبة، واحتفل في ذلك، وجاز إلى الأندلس سنة ٥٩١، فعلم به الإفرنج، فجمعوا جمعاً كثيراً من أقاصي بلادهم وأدانيها، وأقبلوا نحوه، وقيل: إنه لما أراد الجواز من مدينة سلا مرض مرضاً شديداً، ويأس منه أطباؤه، فعاث الأذفونش في بلاد المسلمين بالأندلس، وانتهز الفرصة، وتفرقت جيوش المسلمين بسبب مرض السلطان، فأرسل


(١) زدنا ما بين معقفين اعتماداً على ما سيورده المقري فيما بعد عند حديثه عن سقوط المرية؛ وقد أورد ابن الأبار نسبه على نحو آخر (الحلة ٢: ٢٧١) فقال أبو بكر محمد بن سيدراي بن عبد الوهاب ابن وزير القيسي، وأورد الأبيات الدالية التي أوردها المقري، وقال فيه: ولي قصر الفتح المنسوب إلى أبي دانس عند استرجاعه من أيدي الروم في جمادى الأولى سنة سبع وثمانين وخمسمائة؛ وتوفي في صدر المائة السابعة بعد حصوره بموقعة العقاب.
(٢) الحلة: الطعان.

<<  <  ج: ص:  >  >>