للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

إنه إمام الصناعة، وفارس حلبة القرطاس واليراعة، وواسطة عقد البلاغة والبراعة الذي قطف الكمال لما نور، ورتب محاسن البديع في درر فقره وطور، وغرف من بحر عجاج، واقتطف من خاطر وهاج، أبو عبد الله محمد بن عبد الله العربي العقيلي، وما أحسن قوله فيمن قد ظفر به المسلمون:

ألا رب مغرور تنصر ضلة ... فحاق به شؤم الضلال وشره

فإن يرتفع عند النصارى بالابتدا ... فكم عندنا من حرف حبل يجره وقال الوادي آشي أيضاً في موضع آخر ما نصه: ولشاعر العصر، ومالك زمامي النظم والنثر، والفقيه العالم المتقن المتفنن العارف الأوحد النبيه النبل، سيدي محمد العربي وصلى الله تعالى رفعة قدره، وحرس من غير الأيام أشعة بدره (١) :

الحب في جمهور أنواره ... فأين الإخوان والأحباب

وأين أين الإجتماعات، قد ... تهيأت لهن الأسباب

وأين بنت الجبن مهما بدت ... طارت إليها شوقاً الباب

وأين الألبان لأكوابها ... في برم الأرز تسكاب

واللحم بالبسباس قد ألفت ... لطبخه في القدر الأحطاب

والعود ذو دندنة يطبي ... آثارها للطاري دبداب

وملح الأصوات قد طورحت ... وجاء معبدٌ وزرياب (٢)

وفض للهو ختام ولم ... يسد في وجه الهوى باب

وقيل للوقار قم قبل أن ... تسلب عنك الآن الاثواب

وكلّ إنسانٍ وما يشتهي ... ليس على مناه حجاب


(١) قد تقرأ القصيدة معربة بشيء من التعسف، ولكني اعتقد أنها قد تعد من الشعر الملحون.
(٢) سقط هذا البيت من ص.

<<  <  ج: ص:  >  >>