للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وبأس غدا يرتاع من خوفه الردى ... وترفل في أثوابه الفتكة البكر

أطاعته حتى العصم (١) في قنن الربى ... وهشت إلى تأميله الأنجم الزهر

قصدناك يا خير الملوك على النوى ... لتنصفنا مما جنى عبدك الدهر

كففنا بك الأيام عن غلوائها ... وقد رابنا منها التعسف والكبر

وعدنا بذاك المجد فانصرم الردى ... ولذنا بذاك العزم فانهزم الذعر

ولما أتينا البحر يرهب موجه ... ذكرنا نداك الغمر فاحتقر البحر

خلافتك العظمى ومن لم يدن بها ... فإيمانه لغو وعرفانه نكر

ووصفك يهدي المدح قصد صوابه ... إذا ضل في أوصاف من دونك الشعر

دعتك قلوب المؤمنين وأخلصت ... وقد طاب منها السر لله والجهر

ومدت إلى الله الأكف ضراعة ... فقال لهن الله: قد قضي الأمر

وألبسها النعمى ببيعتك التي ... لها الطائر الميمون والمحتد الحر

فأصبح ثغر الثغر يبسم ضاحكاً ... وقد كان مما نابه ليس يفتر

وأمنت بالسلم البلاد وأهلها ... فلا ظبة تعرى ولا روعة تعرو

وقد كان مولانا أبوك مصرحاً ... بأنك في أبنائه الولد البر

وكنت حقيقاً بالخلافة بعده ... على الفور، لكن كل شيء له قدر

وأوحشت من دار الخلافة هالة ... أقامت زماناً لا يلوح بها البدر

فرد عليك الله حقك إذ قضى ... بأن تشمل النعمى وينسدل الستر

وقاد إليك الملك رفقاً بخلقه ... وقد عدموا ركن الإمامة واضطروا

وزادك بالتمحيص عزاً ورفعة ... وأجراُ، ولولا السبك ما عرف التبر

وأنت الذي تدعى إذا دهم الردى ... وأنت الذي ترجى إذا أخلف القطر

وأنت إذا جار الزمان محكم ... لك النقض والإبرام والنهي والأمر

وهذا ابن نصر قد أتى وجناحه ... مهيض، ومن علياك يلتمس الجبر


(١) ق ص: القصم، وهو خطأ واضح.

<<  <  ج: ص:  >  >>