غريب يرجي منك ما أنت أهله ... فإن كنت تبغي الفجر قد جاءك الفجر
ففز يا أمير المؤمنين ببيعة ... موثقة قد حل عروتها الغدر
ومثلك من يرعى الدخيل ومن دعا ... بيا لمرين جاءه العز والنصر
وخذ يا إمام الحق بالحق ثأره ... ففي ضمن ما تأتي به العز والأجر
وأنت لها يا ناصر الحق فلتقم ... بحق فما زيد يرجى ولا عمرو
فإن قيل مال، مالك الدثر وافر ... وإن قيل جيش، عندك العسكر المجر
يكف بك العادي، ويحيا بك الهدى ... ويبني بك الإسلام ما هدم الكفر
أعده إلى أوطانه عنك راضياً ... وطوقه نعماك التي ما لها حصر
وعاجل قلوب الناس فيه بجبرها ... فقد صدهم عنه التغلب والقهر
وهم يرقبون الفعل منك وصفقة ... تحاولها يمناك ما بعدها خسر
مرامك سهل لا يؤودك كلفة ... سوى عرض ما إن له في العلا خطر
وما العمر إلا زينة مستعارة ... ترد، ولكن الثناء هو العمر
ومن باع ما يفنى بباق مخلد ... فقد أنجح المسعى وقد ربح التجر
ومن دون ما تبغيه يا ملك الهدى (١) ... جياد المذاكي والمحجلة الغر
وراد وشقر واضحات شياتها ... فأجسامها تبر وأرجلها در
وشهب إذا ما ضمرت يوم غارة ... مطهمة غارت بها الأنجم الزهر
وأسد رجال من مرين مخيفة ... عمائمها بيض وآسالها سمر
عليها من الماذي كل مفاضة ... تدافع في أعطافها اللجج الخضر
هم القوم إن هبوا لكشف ملمة ... فلا الملتقى صعب ولا المرتقى وعر
إذا سئلوا أعطوا، وإن نوزعوا سطوا ... وإن واعدوا وفوا، وإن عاهدوا بروا
وإن مدحوا اهتزوا ارتياحاً كأنهم ... نشاوى تمشت في معاطفهم خمر
وإن سمعوا العوراء فروا بأنفس ... حرام على هاماتها في الوغى الفر
(١) اللمحة: العلى.