للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

هبوب (١) ، فتأتي بما يطفي وقود الجوى المشبوب من بحار الأشعار، وليلى شوقه العفيفة عن العار، ترفل في ثوب من التصبر معار، وقيس توقه من ثوب السلو عار، قد توله واشتاق خصوصاً عن انتشاق البشام والعرار (٢) ، وقلق لما أرق فلم يقر به قرار، فاعتراه ما براه وألف البكاء بحكم الاضطرار، ولبس ثياب النحول والاصفرار، واسر لما هزمت جيوش صبره وأزمعت الفرار، فتحير مما شجاه وسأل النجاة من أسر الفراق.

سبحان من قسم الحظو ... ظ فلا عتاب ولا ملامه

أعمى وأعشى ثم ذو ... بصر وزرقاء اليمامه (٣)

ومسدد أو جائر ... أو حائر يشكو ظلامه (٤)

لولا استقامة من هدا ... هـ لما تبينت العلامه

ومجاور الغرر المخي؟ ... ف له البشارة بالسلامه

وأخو الحجى في سائر ال؟ ... أنفاس مرتقب حمامه

وكما مضى من قبله ... يمضي ولم يقض التزامه

والجاهل المغتر من ... لم يجعل التقوى اغتنامه

فليرفض العصيان من ... يخشى من الله انتقامه


(١) ألم هنا بإشارات إلى الخنساء التي لبست صداراً على أخيها صخر فلم تنزعه حتى ماتت، وكانت تقول في شعرها:
" يذكرني طلوع الشمس صخراً " ... (٢) فيه إشارات إلى قيس وليلى، واشتداد الشوق عندما يهب النسيم حاملاً معه رائحة البشام والعرار وهما نبتان طيبا الرائحة من نبات نجد.
(٣) أي أن الناس متفاوتون في حظوظهم فمنهم - من حيث الإبصار - الأعمى والأعشى والحاد البصر الذي يشبه زرقاء اليمامة، وهي مضرب المثل في ذلك، وقصة رؤية الجيش الذي غزا اليمامة من مسيرة أيام مشهورة. وفي ق ط ج: أعشى وأعمى.
(٤) مسدد: حسن التوجيه. الجائر: الحائد عن القصد. الحائر: الذي لا هو مسدد ولا جائر.

<<  <  ج: ص:  >  >>