أو أدهم كالليل إلا أنه ... لم يرض بالجوزاء حلي عذار
أو أحمر كالجمر يذكي شعلة ... وقد ارتمى من بأسه بشرار
أو أشقر حلى الجمال أديمه ... وكساه من زهو جلال نضار
أو أشعل راق العيون كأنه ... غلس يخالط سدفة بنهار
شهب وشقر في الطراد كأنها ... روض تفتح عن شقيق بهار
عودتها أن ليس تقرب منهلاً ... حتى يخالط بالدم الموار
يا أيها الملك الذي أيامه ... غرر تلوح بأوجه الأعصار
يهني لواءك أن جدك زاحف ... بلواء خير الخلق للكفار
لا غرو أن فقت الملوك سيادة ... إذ كان جدك سيد الأنصار
السابقون الأولون إلى الهدى ... والمصطفون لخدمة المختار
متهللون إذا النزيل عراهم ... سفروا له عن أوجه الأقمار
من كل وضاح الجبين إذا احتبى ... تلقاه معصوباً بتاج فخار
قد لاث صبحاً فوق بدر بعدما ... لبس المكارم وارتدى بوقار
فاسأل ببدر عن مواقف بأسهم ... فهم تلافوا أمره ببدار
لهم العوالي عن معالي فخرها ... نقل الرواة عوالي الأخبار
وإذا كتاب الله يتلو حمدهم ... أودى القصور بمنة الأشعار
يا ابن الذين إذا تذوكر فخرهم ... فخروا بطيب أرومة ونجار
حقاً لقد أوضحت من آثارهم ... لما أخذت لدينهم بالثار
أصبحت وارث مجدهم وفخارهم ... ومشرف الأعصار والأمصار
يا صادراً في الفتح عن ورد المنى ... رد ناجح الإيراد والأصدار
واهنأ بفتح جاء يشتمل الرضى ... جذلان يرفل في حل استبشار
وإليكها ملء العيون وسامة ... حيتك بالأبكار من أفكاري
تجري حداة العيس طيب حديثها ... يتعللون به على الأكوار
إن مسهم لفح الهجير أبلهم ... منه نسيم ثنائك المعطار