للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وتميل من أصغى لها فكأنني ... عاطيته منها كؤوس عقار

قذفت بحور الفكر منها جوهراً ... لما وصفت أنامل ببحار

لا زلت للإسلام ستراً كلما ... أم الحجيج البيت ذا الأستار

وبقيت يا بدر الهدى تجري بما ... شاءت علاك سوابق الأقدار انتهت.

ولابن زمرك السابق قصيدة أخرى قالها بعد موت لسان الدين ابن الخطيب وخلع السلطان أبي العباس أحمد ابن أبي سالم الذي قتل ابن الخطيب في دولته، وكان سلطان الأندلس موئلاً للسلطان أحمد المذكور، ولذلك امتعض لرده لملكه، فقال ابن زمرك وزير صاحب الأندلس بعد ابن الخطيب هذه القصيدة يمدح بها سلطانه أثناء وجهته لتجديد الدولة الأحمدية المذكورة صدر عام تسعة وثمانين وسبعمائة (١) :

هب النسيم على الرياض مع السحر ... فاستيقظت في الدوح أجفان الزهر

ورمى القضيب دراهماً من نوره ... فاعتاض من طل الغمام بها درر

نثر الأزاهر بعدما نظم الندى ... يا حسن ما نظم النسيم وما نثر

قم هاتها والجو أزهر باسم ... شمساً تحل من الزجاجة في قمر

إن شجها بالماء كف مديرها ... ترميه من شهب الحباب بها شرر

نارية نورية من ضوئها ... يقد (٢) السراج لنا إذا الليل اعتكر

لم يبق منها الدهر إلا صبغة ... قد أرعشت في الكأس من ضعف الكبر

من عهد كسرى لم يفض ختامها ... إذ كان يدخر كنزها فيما دخر

كانت مذاب التبر فيما قد مضى ... فأحالها ذوب اللجين لمن نظر

جدد بها عرس الصبوح فإنها ... بكر تحييها الكرام مع البكر


(١) انظر أزهار الرياض ٢: ٣٥ - ٣٨.
(٢) ق ص: يقدح، واقرأ: قدح.

<<  <  ج: ص:  >  >>