للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لم يوح، في الفلك لنوح، وبريت لقدار ثمود نبلاً، وأبرمت لحطب نار الخليل حبلاً، وحططت عن يونس شجرة اليقطين، وأوقدت مع هامان على الطين، وقبضت قبضة من أثر الرسول فنبذتها، وافتريت على العذراء البتول فقذفتها، وكتبت صحيفة القطيعة بدار الندوة، وظاهرت الأحزاب بالقصوى من العدوة، وذممت كل قرشي، وأكرمت لأجل وحشي كل حبشي، وقلت: إن بيعة السقيفة، لا توجب إمامة خليفة، وشحذت شفرة غلام المغيرة بن شعبة، واعتقلت من حصار الدار وقتل اشمطها بشعبة، وقلت: تقاتلوا رغبة في الأبيض والأصفر، وسفكوا الدماء على الثريد الأعفر، وغادرت الوجه من الهامة خضيباً، وناولت من قرع سن الحسين قضيباً، ثم أتيت حضرة المعلوم لائذاً، وبقبر الإمام المهدي عائذاً، لقد آن لمقالتي أن تسمع، وتغفر لي هذه الخطيئات أجمع، مع أني مقترف، وبالذنب معترف.

فعفواً أمير المؤمنين فمن لنا ... برد قلوب هدها الخفقان " وكتب مع ابن له صغير آخرة:

عطفاً علينا أمير المؤمنين، فقد ... بان العزاء لفرط البث والحزن

قد أغرقتنا ذنوب كلها لجج ... وعطفة منكم أنجى من السفن

وصادفتنا سهام كلها غرض ... ورحمة منكم أوقى من الجنن

هيهات للخطب أن تسطو حوادثه ... بمن أجارته رحماكم من المحن

من جاء عندكم يسعى على ثقة ... بنصره لم يخف بطشاً من الزمن

فالثوب يطهر عند الغسل من درن ... والطرف ينهض بعد الركض في سنن

أنتم بذلتم حياة الخلق كلهم ... من دون من عليهم لا ولا ثمن

ونحن من بغض من أحيت مكارمكم ... كلتا الحياتين من نفس ومن بدن

وصبية كفراخ الورق من صغر ... لم يألفوا النوح في فرع ولا فنن

<<  <  ج: ص:  >  >>