قد أوجدتهم أياد منهم سابقة ... والكل لولاك لم يوجد ولم يكن فوقع عبد المؤمن على هذه القصيدة {الآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين}(يونس: ٩١) .
ومما كتب به من السجن:
أنوح على نفسي أم أنتظر الصفحا ... فقد آن أن تنسى الذنوب وان تمحى
فها أنا في ليل من السخط حائر ... ولا أهتدي حتى أرى للرضى صبحا وامتحن عبد المؤمن الشعراء بهجو ابن عطية، فلما أسمعوه ما قالوا، أعرض عنهم، وقال: ذهب ابن عطية وذهب الأدب معه.
وكان لأبي جعفر أخ اسمه عطية قتل معه، ولعطية هذا ابن أديب كاتب، وهو أبو طالب عقيل بن عطية، ومن نظمه في رجل تعشق قينة كانت ورثت من مولاها مالاً فكانت تنفق عليه منه، فلما فرغ المال ملها:
لا تلحه أن مل من حبها ... فلم يكن ذلك من ود
لما رآها قد صفا مالها ... قال: صفا الوجد مع الوجد وكان أبو جعفر ابن عطية من أبلغ أهل زمانه، وقد حكي أنه مر مع الخليفة عبد المؤمن ببعض طرق مراكش، فأطلت من شباك جارية بارعة الجمال فقال عبد المؤمن:
قدت فؤادي من الشباك إذ نظرت ... فقال الوزير ابن عطية مجيزاً له: