للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم قال الشاطبي ما نصه: أخذ هذا المعنى فتممه، من قطعة أنشدناها شيخنا القاضي أبو القاسم الشريف رحمه الله تعالى عليه؛ أذكر الآن آخر بيت منها وهو:

يا من رأى النار إن تطفأ مخالفة ... فبالرياح، وإن توقد فبالماء وأخذ عن الشريف المذكور رحمه الله تعالى جماعة غير لسان الدين، من أشهرهم العلامة النظار أبو إسحاق الشاطبي، والوزير الكاتب أبو عبد الله ابن زمرك.

قال حفيد السلطان الغني بالله بن الأحمر رحمه الله تعالى في حق ابن زمرك: إنه كان يتردد الأعوام العديدة إلى قاضي الجماعة أبي القاسم الشريف، فأحسن الإصغاء، وبذ الأئمة البلغاء، بما أوجب أن رثاه عند الوقوف على قبره بالقصيدة الفريدة التي أولها:

أغرى سراة الحي بالإطراق ... وقال في موضع آخر (١) : ومما بذ به - يعني ابن زمرك - سبقاً وتبريزاً، وعرضه على نقدة البيان فرأت منه كل مذهبة خلصت إبريزاً، مرثيته للقاضي المعظم الشريف أبي القاسم الحسني من شيوخه، وهي:

أغرى سراة الحي بالإطراق ... نبأ أصم مسامع الآفاق

أمسى به ليل الحوادث داجياً ... والصبح أصبح كاسف الإشراق

فجع الجميع بواحد جمعت له ... شتى العلا ومكارم الأخلاق

هبوا لحكمكم الرصين فإنه ... صرف القضاء فماله من واق

نقش الزمان بصرفه في صفحة ... كل اجتماع مؤذن بفراق

ماذا ترجي من زمانك بعدما ... علق الفناء بأنفس الأعلاق


(١) يعني في كتابه الذي ألفه في ابن زمرك، انظر أزهار الرياض ٢: ١٦٠ حيث تجد هذه المرثية.

<<  <  ج: ص:  >  >>