للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المنيذر، قال: ودخلها من التابعين ثلاثة: موسى الأمير، وعلي بن رباح اللخمي، وحيوة بن رجاء التميمي، وقيل: إن ثالثهم إنّما هو حنش بن عبد الله الصنعاني، صنعاء الشام، وإنّهم قفلوا عنها بقفول موسى، وأهل سرقسطة يزعمون أن حنشاً مات عندهم ولم يقفل للمشرق، وقبره لديهم مشهور يتبركون به ولا يختلفون فيه، فالله أعلم.

وقيل: إن التابعين أربعة بأبي عبد الرحمن الحبليّ الأنصاري، واسمه عبد الله بن يزيد، والله أعلم، وخمّسهم بعضهم بحبّان (١) بن أبي جبلة مولى بني بعد الدار وكان في ديوان مصر، فبعث به عمر بن عبد العزيز إلى إفريقية في جماعة من الفقهاء ليفقّهوا أهلها، وكان روى عن عمرو بن العاص وابن عبّاس وابن عمر، وحدث عنه عبد الرحمن بن زياد بن أنعم وغيره، وغزا مع موسى حين افتتح الأندلس، وانتهى معه إلى حصن من حصون العدو يقال له قرقشونة، وقيل: بل قفل إلى إفريقية (٢) فتوفي بها بعد العشرين ومائة.

وقال بعضهم: إن بين قرقشونة هذه وبين برشلونة مسافة خمسة وعشرين يوماً، وفيها الكنيسة المعظمة عند الفرنج المسمّاة شنت مرية، وقد حكى ابن حيّان أن فيها سبع سوارٍ من فضة خالصة لم ير الراؤون مثلها لا يحيط الإنسان بذراعيه على واحدة منها مع طول مفرط.

وحنش الصنعاني المذكور تابعي (٣) جليل، كان مع علي رضي الله عنه بالكوفة، وقدم مصر بعد قتله، فصار عداده في المصريين، وكان فيمن قام مع ابن الزبير على عبد الملك بن مروان فعفا عنه، وكفى الأندلس شرفاً دخوله لها.

وعلي بن رباح بصري تابعي، يكنى أبا عبد الله، وهو لخمي، ولد عام اليرموك سنة خمس عشرة، قال ابن معين: أهل مصر يقولونه بفتح العين،


(١) في جميع الأصول: بحيان (حيثما وقع) ؛ وأثبته ابن حجر (التبصير ١: ٢٧٨) بالباء الموحدة.
(٢) وقيل.... إفريقية: سقطت من ك.
(٣) تابعي: سقطت من ق، وهو سهو.

<<  <  ج: ص:  >  >>