للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأهل العراق يقولونه بضمّها، وروى الليث عن ابنه موسى بن عليّ، وكانت لعليّ بن رباح عند عبد العزيز بن مروان مكانة، وهو الذي زفّ ابنته أم البنين لزوجها الوليد، ثمّ عتب عليه عبد العزيز فأغزاه إفريقية.

وأمّا المنيذر الإفريقي فلم ينسبه ابن حبيب، وذكره ابن عبد البر في الصحابة (١) وقال: إنّه المنيذر الإفريقي، وروى عنه أبو عبد الرحمن الحبلي، قال: حدّثنا المنيذر الإفريقي (٢) ، وكان سكن إفريقية، وكان صحب رسول الله صلى الله عليه وسلّم، أنّه سمعه صلى الله عليه وسلّم يقول: " من قال: رضيت بالله ربّاً، وبالإسلام ديناً، وبمحمد صلى الله عليه وسلّم نبيّاً، فأنا الزعيم له، فلآخذنّ بيده، فلأدخلنّه الجنة " ورواه عنه ابن عبد البر بسنده إليه، وسيأتي إن شاء الله تعالى في حق المنيذر مزيد بيان (٣) .

ولمّا قفل موسى بن نصير إلى المشرق وأصحابه سأل مغيثاً أن يسلم إليه العلج صاحب قرطبة الذب كان في إساره، فامتنع عليه، وقال: لا يؤديه للخليفة سواي، وكان يدلّ بولائه من الوليد، فهجم عليه موسى فانتزعه منه، فقيل له: إن سرت به حيّاً معك ادعاه مغيث، والعلج لا ينكر قوله، ولكن اضرب عنقه، ففعل، فاضطغنها عليه مغيث، وصال إلباً مع طارق الساعي عليه، واستخلف موسى على طنجة وما يليها من المغرب ابنه الآخر عبد الملك، وقد كان - كما مرّ - استخلف بإفريقية أكبر أولاده عبد الله، فصار جميع الأندلس والمغرب بيد أولاده؛ وابنه بعد الله الذي خلفه بإفريقية هو الفاتح لجزيرة ميورقة. وسار موسى فورد الشام، واختلف الناس: هل كان وروده قبل موت الوليد أو بعده؟ فمن يقول بالثاني قال: قدم على سليمان حين استخلف، وكان منحرفاً عنه، فسبق إليه طارق ومغيث بالشكية


(١) انظر الاستيعاب: ١٤٨٥.
(٢) وروى ... الإفريقي: سقطت سهوا من ق.
(٣) يعني في أول الباب السادس.

<<  <  ج: ص:  >  >>