للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٢٧ - ومنهم القاضي الأديب جملة الظرف أبو بكر ابن شبرين (١) :

وقد استوفى ترجمته في الإحاطة وذكره أيضاً في ترجمة ذي الوزارتين ابن الحكيم بأن قال بعد حكايته قتل ابن الحكيم ما صورته (٢) : وممن رثاه شيخنا أبو بكر ابن شبرين رحمه الله تعالى بقوله:

سقى الله أشلاء كرمن على البلى ... وما غض من مقدارها حادث البلا

ومما شجاني أن أهين مكانها ... وأهمل قدراً ما عهدناه مهملا

ألا اصنع بها يا دهر ما أنت صانع ... فما كنت إلا عبدها المتذللا

سفكت دماً كان الرقوء نواله ... لقد جئتما شنعاء فاضحة الملا

بكفي سبنتى (٣) أزرق العين مطرق ... عدا فغدا في غيه متوغلا

لنعم قتيل القوم في يوم عيده ... قتيل تبكيه المكارم والعلا

ألا إن يوم ابن الحكيم مثكل ... فؤادي، فما ينفك ما عشت مثكلا

فقدناه في يوم أغر محجل ... ففي الحشر نلقاه أغر محجلا

سمت نحوه الأيام وهو عميدها ... فلم تشكر النعمى ولم تحفظ الولا

تعاورت الأسياف منه ممدحاً ... كريماً سما فوق السماكين مزحلا

وخانته رجل في الطواف به سعت ... فناء بصدر للعلوم تحملا

وجدل (٤) لم يحضره في الحي ناصر ... فمن مبلغ الأحياء أن مهلهلا


(١) ترجمة ابن شبرين في الإحاطة ٢: ١٧٦ والمرقبة العليا: ١٥٣ والكتيبة: ١٦٦.
(٢) انظر الإحاطة ٢: ٣٠٢.
(٣) ق ص: سبت؛ السبنتي: النمر، والشطر من قصيدة تنسب للشماخ في رثاء سيدنا عمر (رض) والبيت:
وما كنت أخشى أن تكون وفاته ... بكفي سبنتي أزرق العين مطرق (انظر طبقات ابن سلام: ١١١) .
(٤) ص: وجندل؛ والإشارة إلى قول الشاعر:
من مبلغ الأحياء أم مهلهلا ... أضحى قتيلا في الفلاة مجندلا

<<  <  ج: ص:  >  >>