للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يد الله في ذاك الأديم ممزقاً ... تبارك ما هبت جنوباً وشمألا (١)

ومن حزني أن لست أعرف ملحداً ... له فأرى للترب منه مقبلا

رويدك يا من قد غدا شامتاً به ... فبالأمس ما كان العماد المؤملا

وكنا نغادي أو نراوح بابه ... وقد ظل في أوج العلا متوقلا

ذكرناه يوماً فاستهلت جفوننا ... بدمع إذا ما أحل العم أخضلا

ومازج منا الحزن طول اعتبارنا ... ولم ندر ماذا منهما كان أطولا

وهاج لنا شجواً تذكر مجلس ... له كان يهدي الحي والملأ الألى

به كانت الدنيا تؤخر مدبراً ... من الناس حتماً أو تقدم مقبلا

لتبك عيون الباكيات على فتى ... كريم إذا ما أسبغ العرف أجزلا

على خادم الآثار تتلى صحائحاً ... على حامل القرآن يتلى مفصلا

على عضد الملك الذي قد تضوعت ... مكارمه في الأرض مسكاً ومندلا

على قاسم الأموال فينا على الذي ... وضعنا لديه كل إصر على علا

وأنى لنا من بعده متعلل ... وما كان في حياتنا متعللا

ألا يا قصير العمر يا كامل العلا ... يميناً لقد غادرت حزناً مؤثلا

يسوء المصلى أن هلكت ولم تقم ... عليك صلاة فيه يشهدنا الملا

وذاك لأن الأمر فيه شهادة ... وسنتها محفوظة لن تبدلا

فيا أيها الكريم الذي قضى ... سعيداً حميداً فاضلاً ومفضلا

لتهنك من رب السماء شهادة ... تلاقي ببشرى وجهك المتهللا

رثيتك عن حب في جوانحي ... فما ودع القلب العميد وما قلى (٢)

ويا رب من أوليته منك نعمة ... وكنت له ذخراً عتيداً وموئلا

تناساك حتى ما تمر بباله ... ولم يدكر ذاك الندى والتفضلا


(١) من قول الشماخ أيضا:
جزى الله خيرا من أمير وباركت ... يد الله في ذاك الأديم الممزق (٢) من الآية القرآنية " ما ودعك ربك وما قلى ".

<<  <  ج: ص:  >  >>