للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يرابض في مثواك كل عشية ... صفيف شواء أو قديراً معجلا (١)

لحى الله من ينسى الأذمة رافضاً ... ويذهل مهما أصبح الأمر مشكلا

حنانيك يا بدر الهدى فلشد ما ... تركت بدور الأفق بعدك أفلا

وكنت لآمالي حياة هنيئة ... فغادرت مني اليوم قلباً مقتلاً

فلا وأبيك الخير ما أنا بالذي ... على البعد ينسى من ذمامك ما خلا

فأنت الذي آويتني متغرباً ... وأنت الذي أكرمتني متطفلا

فآليت لا ينفك قلبي مكمداً ... عليك ولا ينفك دمعي مسبلاً وكتب ابن لسان الدين على هامش هذه القطعة ما صورته: شكر الله وفاءك يا ابن شربين وقدس لحدك، وأين مثلك في الدنيا حسناً ووفاء وعلماً لا كما فعل ابن زمرك في ابن الخطيب مخدومه، قاله علي بن الخطيب؛ انتهى.

٢٨ - ومن أشياخ لسان الدين ابن الخطيب رحمه الله تعالى الشيخ الأستاذ العلامة العلم الأوحد

الصدر المصنف المحدث الأفضل الأصلح الأروع الأتقى الأكمل أبو عثمان سعد ابن الشيخ الصالح التق الفاضل المبرور المرحوم أبي جعفر أحمد بن ليون، التجيبي (٢) ، رضي الله عنه تعالى، وهو من أكابر الأئمة الذين أفرغوا جهدهم في الزهد والعلم والنصح، وله تواليف مشهورة، منها اختصار بهجة المجالس لابن عبد البر، واختصار المرتبة العليا لابن راشد لقفصي، وكتاب في الهندسة، وكتاب في الفلاحة، وكتاب كمال الحافظ وجمال اللافظ في الحكم والوصايا والمواعظ، وكان مولعاً باختصار الكتب، وتواليف تذيد عن المائة فيما يذكر، وقد وقفت منها بالمغرب على أكثر من عشرين.

ومما (٣) حكي عن بعض كبراء المغرب أنه رأى رجلاً طوالاً فقال لمن


(١) من قول امرئ القيس " صفيف شواء أو قدير معجل ".
(٢) ترجمة ابن ليون في التكملة: ٨٦ (باسم سعيد) ونيل الابتهاج: ١٠٥ والإحاطة، الورقة: ٣٦٥.
(٣) ق: وقد.

<<  <  ج: ص:  >  >>