الشرور، وركوناً للعافية، وأنشدت على قبره الذي ووريت به جثته بالقلعة ظاهر المدينة قصيدة أديت فيها بعض حقه:
بني الدنيا بني لمع السراب ... " لدوا للموت وابنوا للخراب " انتهى المقصود من الترجمة. وكان يصف لسان الدين بمقربي وجليسي، كما سبقت الإشارة إليه من كلام لسان الدين فيما خاطب به ابن أبي رمانة والله يسبل على الجميع رداء عفوه سبحانه. وقد تقدم أنه شفع لابن الخطيب عند أهل الأندلس، ولذلك قال يخاطبهم:
سمي خليل الله أحييت مهجتي ... وعجالني منك الصريخ على بعد
فإن عشت أبلغ فيك نفسي عذرها ... وإن لم أعش فالله يجزيك من بعدي [ثناء المغاربة والمشارقة على لسان الدين]
وقال الرئيس الأمير الأديب أبوالوليد إسماعيل ابن الأحمر في حق ابن الخطيب ما صورته (١) : هو شاعر الدنيا، وعلم المفرد والثنيا، وكاتب الأرض، إلى يوم العرض، لا يدافع مدحه في الكتب، ولا يجنح إلى العتب، آخرمن تقدم في الماضي، وسيف مقوله ليس بالكهام إذ هوالماضي، وإلا فانظر كلام الكتاب الأول من العصبة، كيف كان فيهم بالإفادة صاحب القصبة، للبراعة، باليراعة، وبه أسكت صائلهم، وما حمدت بكرهم وأصائلهم، للجزالة المشربة بالحلاوة، الممكنة من مفاصل الطلاوة، وهونفيس العدوتين ورئيس الدولتين، وبالإطلاع على العلوم العقلية، والإمتاع الفهوم النقلية، لكن
(١) هذا نص ما قاله في نثير فرائد الحمان ٢٤٢ وانظر أزهار الرياض ١: ١٩١.