للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رجع:

وكتب لسان الدين ابن الخطيب متمثلاً بشيخه الأوحد قاضي الجماعة أبي البركات ابن الحاج البلفيقي رحمهما الله تعالى (١) :

أيتها النفس إليه اذهبي ... فحبه المشهور من مذهبي

أيأسني التوبة من حبه ... طلوعه شمساً من المغرب ويغلب على ظني أنه خاطبه بذلك عند قدومه، أعني لسان الدين، من المغرب إلى الأندلس، والله تعالى أعلم.

وكان قاضي القضاة برهان الدين الباعوني الشامي (٢) ، كثير الثناء على لسان الدين رحمه الله تعالى، لأنه تلقى أخباره من قاضي القضاة ابن خلدون حسبما ذكرناه في غير هذا الموضع، ولقد رأيت بخطه على هامش بعض تآليف لسان الدين في الإنشاء ما نصه: هذا بليغ إلى الغاية؛ انتهى.

وكتب أثره بعض أكابر علماء المشرق ما نصه: هذا خط العلامة قاضي القضاة برهان الدين الباعوني، وهوشديد الاعتناء والمدح للمصنف ابن الخطيب الأندلسي، معظم له ولإنشائه، وهو خليق بالتعظيم، جدير بمزيد التمجيد والتكريم، وكيف لا وهوشاعر مفلق، وخطيب مصقع، وكاتب مترسل بليغ، لولا ما في إنشائه من الإكثار، الذي لا يكاد يخلومن عثار، والإطناب، الذي يفضي إلى الاجتناب والإسهاب، الذي يقد الإرهاب، ويورث الالتهاب؛ انتهى.


(١) قد تقدم القول في البيتين ونسبتهما ج ٤: ١٤؛ ٥: ٣٤٨، ٤٨٢.
(٢) هو إبراهيم بن أحمد الباعوني (- ٨٧٠) الصفدي المولد الدمشقي الدار، كان ينعت بقاضي القضاة مع أنه رفض تولي القضاء، وله ديوان شعر ومؤلفات أخرى (الضوء اللامع ١: ٢٦ والبدر الطالع ١: ٨ ونظم العقيان: ١٣) .

<<  <  ج: ص:  >  >>