للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قيل: " أليل هو أم نهار وكما في علمكم ما فارق ذووالأرحام وأولوالأحلام مواطن استقرارهم وأماكن قرارهم إلا برغمهم واضطرارهم واستبدال دار خير من دارهم ومتى توازن الأندلس بالمغرب أويعوض عنها إلا بمكة أويثرب ما تحت أديمها أشلاء أولياء وعباد وما فوقه مرابط جهاد ومعاقد ألوية في سبيل الله ومضارب أوتاد ثم يبوأ ولده مبوأ أجداده ويجمع له بين طارفه وتلاده أعيذ أنظاركم المسددة من رأيٍ فائل وسعي طويل لم يحل منه بطائل فحسبكم من هذا الإياب السعيد والعود الحميد "؛ وهي طويلة.

[٦ - من لسان الدين إلى ابن خاتمة]

قال لسان الدين رحمه الله تعالى: فأجبته بقولي (١) :

لم في الهوى العذري أو لا تلم ... فالعذل لا يدخل أسماعي

شأنك تعنيفي وشأني الهوى ... كل امرئ في شأنه ساعي أهلا بتحفة القادم وريحانة المنادم وذكر الهوى المتقادم لا يصغر الله مسراك فما أسراك لقد جبت إلي من همومي ليلاً وجست رجلا وخيلا ووفيت من صاع الوفاء كيلا وظننت بي الأسف على ما فات فأعملت الالتفات، لكيلا (٢) ، فأقسم لو أن الأمر اليوم بيدي أوكانت اللمة السوداء من عددي ما أفلت ما أشراكي المنصوبة لأمثالك (٣) حول المياه وبين السالك وما علمت هنالك لكنك طرقت حمىً كسعته الغارة العشواء وغيرت


(١) الإحاطة ١: ١٢٦ والأزهار ١: ٢٦٧.
(٢) هذا من الاكتفاء، فهو يشير إلى الآية الكريمة " لكي لا تأسوا على ما فاتكم ... الآية ".
(٣) نثر بيت الشريف الرضي:
لو كانت اللمة السوداء من عددي ... يوم الغميم لما افلت أشراكي

<<  <  ج: ص:  >  >>