للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ربعه الأنواء فخمد بعد ارتجاجه وسكت أذين دجاجه وتلاعبت الرياح الهوج فوق فجاجه وطال عهده بالزمن الأول وهل عند رسم دارس من معول وحيا الله ندباً إلى زيارتي ندبك وبآدابه الحكيمة أدبك:

فكان وقد أفاد بك الأماني ... كمن أهدى الشفاء إلى العليل وهي شيمة بوركت من شيمة وهبة الله تعالى قبله من لدن المشيمة ومن مثله في صلة رعي وفضل سعي وقول وعي (١) :

قسماً بالكواكب ال ... زهر والزهر عاتمه

إنما الفضل ملةٌ ... ختمت بابن خاتمه كساني حلة فضله وقد ذهب زمان التجمل وحملني شكره وكتدي واه عن التحمل ونظرني بالعين الكليلة عن العيب فهلا أجاد التأمل واستطلع طلع نثي (٢) ووالى في مبرك المعجزة حثي {إنما أشكو بثي}

ولوترك القطا ليلاً لناما (٣) ... وما حال شمل وتده مفروق وقاعدته فروق وصواع بني أبيه مسروق وقلب قرحه من عضة الدهر دامٍ وجمرة حسرته ذات احتدام هذا وقد صارت الصغرى التي كانت الكبرى لمشيب لم يدع أن هجم لما نجم ثم تهلل عارضه وانسجم:

لا تجمعي هجراً علي وغربةً ... فالهجر في تلف الغريب سريع


(١) ق ص: ومرعى.
(٢) النث: ما يذيعه المرء من سر.
(٣) من أمثالهم؛ وصدره: " ألا يا قومنا ارتحلوا وسيروا " يريد أن وراء إثارة القطا في الليل أمرا رهيبا. انظر فصل المقال: ٣٠٥ - ٣٠٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>