للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن نظم ابن خاتمة المذكور (١) :

هو الدهر لا يبقي على عائذ به ... فمن شاء عيشاً يصطبر لنوائبه

فمن لم يصب في نفسه فمصابه ... بفوت أمانيه وفقد حبائبه ومنه قوله:

ملاك الأمر تقوى الله، فاجعل ... تقاه عدة لصلاح أمرك

وبادر نحو طاعته بعزم ... فما تدري متى يقضى بعمرك [٨ - رسالة أخرى من ابن خاتمة إلى لسان الدين]

وقال لسان الدين: وكتب إلي يعني ابن خاتمة المذكور عقب انصرافه من غرناطة في بعض قدماته عليها ما نصه (٢) : مما قلته بديهة عند الإشراف على جنابكم السعيد ودخوله مع النفر الذين أتحفتهم سيادتكم بالإشراف عليه، والدخول إليه، وتنعيم الأبصار في المحاسن المجموعة لديه، وإن كان يوماً قد غابت شمسه، ولم يتفق أن كمل أنسه، وأنشدته حينئذ بعض من حضر ولعله لم يبلغكم، وإن كان قد بلغكم ففضلكم يحملني في إعادة الحديث:

أقول وعين الدمع نصب عيوننا ... ولاح لبستان الوزارة جانب

أهذي سماء أم بناء سما به (٣) ... كواكب غضت عن سناها الكواكب

تناظرت الأشكال منه تقابلاً ... على السعد وسطى عقده والحبائب

وقد جرت الأمواه فيه مجرة ... مذانبها شهب لهن ذوائب

وأشرف من علياه بهو تحفه ... شماسي زجاج وشيها متناسب


(١) القطعتان في الإحاطة: ١٢٢ - ١٢٣.
(٢) المصدر لسابق: ١٢٣ والكتيبة: ٢٤٤.
(٣) الإحاطة: سماؤه.

<<  <  ج: ص:  >  >>