للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من غرب الأندلس، ثم كثرت عليه الخوارج قريب موته، ولمّا قتله وزيره ابن الرّميمي بالمريّة زاد الأمر إلى أن ملك بنو الأحمر. وكان أهل غرب الأندلس في المائة السابعة يخطبون لصاحب إفريقية السلطان أبي زكرياء يحيى بن أبي محمد عبد الواحد بن أبي حفص، ثم تقلّصت تلك الظلال، ودخل الجزيرة الانحلال، إلى أن استولى عليها حزب الضلال، والله وارث الأرض ومن عليها وهو خير الوارثين.

وقد ذكرت في هذا الكتاب جملة من أخبار ملوك الأندلس ممّا يصلح للمذاكرة، وربما سرّحت طرف القلم في بعضهم.

وبنو جهور المشار إليهم قريباً كانوا وزراء الأمويين، ثمّ إنّه لمّا انتثر سلك الخلافة استبدّ بقرطبة الوزير أبو الحزم بن جهور من غير أن يتعدى اسم الوزارة.

[جهور بن محمد بن جهور]

قال في " المطمح " (١) : الوزير الأجلّ جهور بن محمد بن جهور، [وبنو جهور] أهل بيت وزارة، واشتهروا كاشتهار ابن هبيرة في فزارة، وأبو الحزم أمجدهم في المكرمات، وأنجدهم في الملمّات، ركب متون الفتون فراضها، ووقع في بحور المحن فخاضها، منبسط غير منكمش، واعترفت باستقلاله، فلمّا انقرضت وعاقت الفتن واعترضت، تحيز عن التدبير مدّتها، وخلّى لخلافه أعباء الخلافة وشدّتها، وجعل يقبل مع أولئك الوزراء ويدبر، وينهل (٢) الأمر معهم ويدبّر، غير مظهر للانفراد (٣) ، ولا متصرّف (٤) في ميدان ذلك الطّراد، إلى أن بلغت الفتنة مداها، وسوّغت ما شاءت رداها، وذهب من كان يخد (٥) في


(١) انظر المطمح: ١٤.
(٢) ك: ويدير.
(٣) ط: إلى انفراد.
(٤) المطمح: ولا مقصر.
(٥) ط ج: يجد.

<<  <  ج: ص:  >  >>