للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالإعانة، لقيني على عادته مهيناً، يعني أحمد بن صفوان أحد أعلام مالقة وبقية أدبائها وصدور كتابها، وأنشدني معيداً في الود مبدياً، وضمن غرضاً له تعجل قضاءه والحمد لله تعالى:

قدمت بما سر النفوس اجتلاؤه ... فهنيت ما عم الجميع هناؤه

قدوماً بخير وافر وعناية ... وعز مشيد بالمعالي بناؤه

ورفعة قدر لا يداني محلها ... رفيع وإن ضاهى السماك اعتلاؤه

بلغت الذي أملته من صلاحهم ... فأدركت مأمولاً عظيماً جزاؤه

فيا واحداً أغنت عن الجمع ذاته ... وقام بأعباء الأمور غناؤه

تشوقك الملك الذي بك فخره ... وأنت حقيقاً حسنه وبهاؤه

فلا زال مزداناً بحليك جوده ... ولا زال موفوراً عليك اصطفاؤه

وخصصت من رب العباد بنعمة ... ينيلكها تخصيصه واحتفاؤه

وعشت عزيزاً في النفوس محبباً ... يلبي بتبجيل وبر نداؤه

وقد جاءني داعي السرور مؤديا ... لحق هناء فرض عين أداؤه

ولي بعد هذا مأرب متوقف ... على فضلك الرحب الجناب قضاؤه

هززت له عطف البطرني راجياً ... له النجح فاستعصى وخاب رجاؤه

ولم يدر أني من علائك منتض ... حساماً كفيلاً بالنجاح انتضاؤه

يصمم إن هزته كفي لمعضل ... فيكفي العنا تصميمه ومضاؤه

فحقق له دامت سعودك حرمتي ... لديك يرحني مطلة والتواؤه

وشارك محباً خالصاً لك حبه ... قديماً كريماً عهده ووفاؤه

وصل بجزيل الرعي حبل ذمامه ... يصلك جزيلاً شكره وثناؤه

بقيت وصنع الله يدني لك المنى ... ويوليك من مصنوعه ما تشاؤه

بحرمة من حقت سيادته على ... بني آدم والخير منه ابتداؤه

<<  <  ج: ص:  >  >>