للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولم أجد في دروب العاطرات شذا ... يحكي ثنائك في نشر وفي طيب

أهديت نحوك منه كل ذي أرج ... أنفاسه بين تشريق وتغريب

وفي القبول منال السعد فالق به ... تلق الأماني بتأهيل وترحيب وقال في رجل يلقب بالبعير:

وذي لقب عنت له عند صحبه ... مآرب لم يسعد عليهن مسعد

دعوه بعيراً فاستشاط فقال مه ... أبا أحمد، وارتد عنهم يهدهد

فقلت له عد نحوهم لتعود من ... مرامك بالمطلوب توفى وتحمد

فقال وقد غص الفضاء بصوته ... وقد هدرت منه الشقاشق تزبد

لئن عدت نادوني بعيراً كمثلها ... فقلت له لا تخشى فالعود (١) أحمد وقال (٢) :

وبخيل لما دعوه لسكنى ... منزل بالجنان ضن بذلك

قال لي مخزن بداري فيه ... كل مالي فلست للدار تارك

قلت وفقت للصواب فحاذر ... قول خل مرغب في انتقالك

لا تعرج على الجنان بسكنى ... ولتكن ساكناً بمخزن مالك (٣) وقال رحمه الله تعالى في مركب:

يا رب منشأة عجبت لشأنها ... وقد احتوت في البحر أعجب شان

سكنت بجنبيها عصابة شدة ... حلت محل الروح في الجثمان

فتحركت بإرادة مع أنها ... في جنسها ليست من الحيوان


(١) يوري بكلمة " العود " وهو البعير أيضاً. وفي ص: لا تمش.
(٢) الأبيات في الإحاطة: ٢٥٤ وكذلك القطعتان التاليتان. والثانية منهما في الكتيبة: ٢٥٨.
(٣) يوري بمالك التي تعني المال، ومالك هو خازن النار.

<<  <  ج: ص:  >  >>