للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال:

لا تلجأن لمخلوقٍ من الناس ... من يافثٍ كان أصلاً أومن الياس

وثق بربك لاتيأس تجد عجباَ ... فلا أضر على عبدٍ من اليأس وقال:

فديتك لا تصحب لئيماً ولا تكن ... معيناً له إن اللئيم خؤؤن

فلا عهد يرعى لا ولا نعمةً يرى ... ولا سر خلٍ عن عداه يصون وقال يخاطب أبا القاسم عبد الله بن يوسف بن رضوان:

لك الله قلبي في هواك رهين ... وروحي عني إن رحلت ظعين

ملكت بحكم الفضل كلي خالصاً ... وملكك للحر الصريح يزين

فهب لي من نطقي بمقدار ما به ... يترجم سرٌ في الفؤاد دفين

فقد شملتنا من رضاك ملابسٌ ... وسح لدينا من نداك معين

أعنت على الدهر الغشوم ولم تزل ... بدنياك في الأمر المهم تعين

وقصر من لم تعلم النفس أنه ... خذولٌ إذا خان الزمان يخون

وإني بحمد الله عنه لفي غنىً ... وحسبي صبرٌ عن سواك يصون

ابى لي مجدٌ عن كرام ورثته ... وقوفاً ببابٍ للكريم يهين

ونفسٌ سئمت فوق السماكين همةٌ ... وما كل نفسٍ بالهوان تدين

ولما رأت عيني محياك أقسمت ... بأنك للفعل الجميل ضمين

وعاد لها الأنس الذي كان قد مضى ... برية إذ شرخ الشباب خدين

بحيث نشئنا لابسين حلى التقى ... وكلٌ بكلٍ عند ذاك ضنين

أما وسنا تلك الليالي وطيبها ... ووجد غرامي والحديث شجون

وفتيان صدقٍ كالشموس وكالحيا ... حديثهم ما شئت عنه يكون

لئن نزحت تلك الديار فوجدنا ... عليها له بين الضلوع أنين

<<  <  ج: ص:  >  >>