للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إذ مر حينٌ زاده الشوق جدةً ... وليس بعابٍ للربوع حنين

وأنى بمسلاها وللبين لذعةٌ ... اقل أذاها للسليم جنون

لقد عبثت أيدي الزمان بجمعنا ... وحان أفتراقٌ لم نخله يحين

وبعد التقينا في محل تغرب ... وكل الذي دون الفراق يهون

فقابلت بالفضل الذي أنت أهله ... ومالك في حسن الصنيع قرين

وغبت وما غابت مكارمك التي ... على شكرها الرب العظيم يعين

يميناً لقد أوليتنا منك نعمةً ... تلذ بها عند العيان عيون

ويقصر عنها الوصف إذ هيا كلها ... لها وجه حرٍ بالحياء مصون

ولما قدمت الآن زاد سرورنا ... ومقدمك الأسى بذاك قمين

لأنك أنت الروح منا وكلنا ... جسومٌ فعند البعد كيف نكون

ولو كان قدر الحب فيك لقاؤنا ... إليك لكنا باللزوم ندين

ولكن قصدنا راحة المجد جهدنا ... فراحته شمل الجميع تصون

هنيئاً هنيئاً أيها العلم الرضى ... بما لك في طي القلوب كمين

لك الحسن والإحسان والعلم والتقى ... فحبك دنيا للمحب ودين

وكم لك في باب الخلافة من يد ... أقرت لها بالصدق منك مرين

وقامت عليها للملوك أدلةٌ ... فأنت لديها ما حييت مكين

فلا وجه إلا وهوبالبشر مشرقٌ ... ولا نطق إلا عن علاك مبين

بقيت لربع الفضل تحمي ذماره ... صحيحاً كما قد صح منك يقين

ودونك يا قطب المعالي بنيةً ... من الفكر عن حال المحب تبين

أتتك ابن رضوان تمت بودها ... وما لسوى الإغضاء منك ركون

فخل انتقاد البحث عن هفواتها ... ومهد لها بالسمح حيث تكون

وخذها على علاتها فحديثها ... حديث غريبٍ قد عراه سكون وهوبحاله الموصوفة؛ انتهى باختصار.

<<  <  ج: ص:  >  >>