نفر إلى عدل الزمان الذي أتى ... ونبرأ من جور الزمان الذي مضى
ونأسو كلوم اللفظ باللفظ عاجلاً ... كذا قدح الصهباء داوى وأمرضا فراجعني عنها بهذه القصيدة:
ألا حبذا ذاك العتاب الذي مضى ... وإن جره واش بزور تمضمضا
أغارت له خيل فما ذعرت حمى ... ولكنها كانت طلائع للرضى
تألق منه بارق صاب مزنه ... على معهد الحب الصميم فروضا
تلألأ نوراً للصداقة حافظاً ... وإن ظن سيفاً للقطيعة منتدى
فإن سود الشيطان منه صحيفة ... أتى ملك الرحمى عليها فبيضى
وما حب أحكم الصدق عهده ... ليرمى بوسواس الوشاة فيرفضا
أعيذ وداداً زاكي القصد وافياً ... تخلص من أدرانه فتمحضا
ونية صدق في رضى الله أخلصت ... سناها بآفاق البسيطة قد أضا
من الآفك الساعي ليخفي نورها ... أيخفي شعاع الشمس قد ملأ الفضا
وكيف يحل المبطلون بإفكهم ... معاقد حب أحكمتها يد القضا
تعرض يبغي هدمها فكأنه ... لتشييد مبناها الوثيق تعرضا
وحرض في تنفيره فكأنما ... على البر والتسكين والحب حرضا
وأوقد ناراً فهو يصلى جحيمها ... يقلب منها القلب في موقد الغضى
أيا واحدي المعدود بالألف وحده ... ويا ولدي البر الزاكي إن ارتضى
بعثت من الدار النفيس قلائداً ... على ما ارتضى حكم المحبة واقتضى
نتيجة آداب وطبع مهذب ... أطال مداه في البيان وأعرضا
ولا مثل بكر باكرتني آنفا ... كزورة خل بعد ما كان أعرضا
هي الروضة الغناء أينع زهرها ... تناظر حسناً مذهباً ومفضضا
أو الغادة الحسناء راقت فينقضي ... مدى العمر في وصفي لها وهو ما انقضى
تطابق منها شعرها وجبنها ... فذا الليل مسوداً وذا الصبح أبيضا