أو الشهب منها زينة وهداية ... ورجم لشيطان إذا هو قيضا
أتت بديع الشعر طوراً مصرحاً ... بآياتك الحسنى، وطوراً معرضا
ومهدت الأعذار دون جناية ... ولو أنك الجاني لكنك المغمضا
لك الله من بر وفي وصاحب ... محضت له صدق الضمير فأمحضا
لسانك في شكري مفيض تفضلاً ... فيا حسن ما أهدى وأسدى وأقرضا
وقبلك فاضت فيه أنوار خلتي ... فألقى يدي تسليمه لي مفوضا
وقصدك مشكور، وعهدك ثابت ... وفضلك منشور، وفعلك مرتضى
فهل مع هذا ريبة في مودة ... بحال وإن رابت فما أنا معرضا
فثق بولائي إنني لك مخلص ... هوى ثابتاً يبقى فليس له انقضا
عليك سلام الله ما هبت الصبا ... وما بارق جنح الدجنة أومضا وقال لسان الدين: من غريب ما خاطبني به قوله (١) :
أقسم بالقيسين والنابغتين ... وشاعري طيْ المولدين
وبابن حجر وزهير وابنه ... والأعشيين بعد ثم الأعميين
ثم بعشاق الثريا والرق ... يات وعزة ومي وبثين
وبأبي الشيص ودعبل ومن ... كشاعري خزاعة المخضرمين
وولد المعتز والرضي وال ... سري ثم حسن وابن الحسين
واختم بقس وسبحان وإن ... أوجب حق أن يكونا أولين
وحلبتي نثرهم ونظمهم ... في مشرقي أقطارهم والمغربين
إن الخطيب ابن الخطيب سابق ... بنثره ونظمه للحلبتين
راقتني الصحيفة الحسنا التي ... شاهدت فيها المكرمات رأي العين
تجمع من براعة المعنى إلى ... براعة الألفاظ كلتا الحسنيين
(١) الكتيبة: ١٨٨.