للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولو جرى بك ممتداً إلى أمد ... لأعجز الشمس ما آبت عساكره

لقد حباه منيع العز خالقه ... بفاضل منك لا تحصى مآثره

فليزه فخراً فما خلق يعارضه ... ولا علاء مدى الدنيا يفاخره

لله أوصافك الحسنى لقد عجزت ... من كل ذي لسن عنها خواطره

هيهات ليس عجيباً عجز ذي لسن ... عن وصف بحر رمى بالدار زاخره

هل أنت إلا الخطيب ابن الخطيب ومن ... زانت حلى الدين والدنيا مفاخره

فإن يقصر عن الوصاف ذو أدب ... فما بدا منك في التقصير عاذره

يا ابن الكرام الألى ما شب طفلهم ... إلا وللمجد قد شدت مآزره

مهلاً عليك فما العلياء قافية ... ولا العلاء بسجع أنت ناثره

ولا المكارم طرساً أنت راقمه ... ولا المناقب طباً أنت ماهره

ماذا على سابق يسري إلى سنن ... إن كان من رفقه خل يسايره

سر حيث شئت من العلياء متئداً ... فما أمامك سباق تحاذره

أنت الإمام لأهل الفخر إن فخروا ... أنت الجواد الذي عزت أوافره

ما بعد ما حزته من عزة وعلا ... شأو يطارد فيه المجد كابره

نادت بك الدولة النصري محتدها ... نداء مستنجد أزراً يوازره

حليتها برداء مرتدياً ... وصبح يمنك فجر السعد سافره

فالملك يرفل في أبراده مرحاً ... قد عمت الأرض إشراقاً بشائره

فاهنأ بها نعمة ما إن يقوم لها ... من اللسان ببعض الحق شاكره

وليهنها أنها نعمة ما إن يقوم مقالدها ... إلى زكي زكت منه عناصره

فإنه بدر تم في مطالعها ... قد طبق الأرض بالأنوار نائره وقال لسان الدين: وأهدي إلي قباقب خشب جوز وكتب معها:

هاكها ضمراً مطايا حسانا ... نشأت في الرياض قضباً لدانا

وثوت بين روضة وغدير ... مرضعات من النمير لبانا

<<  <  ج: ص:  >  >>