للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إذا مسلك لم يستقم بطريقه ... سلكت اعتدالاً مثلما يسلك الرخ

بدا لضميري من سناكم تلمح ... فبخ لعقل لم يطر عندها بخ

على عود ذاك اللمح ما زلت نادباً ... كما تندب الورقاء فارقها الفرخ

يدي بأيديكم وقلبي شاغل ... فمن فكرتي نسج ومن أنملي نسخ وقال:

إليك تحن النجب والنجباء ... فهم وهي في أشواقهم شركاء

تخب بركاب تحب وصولها ... لأرض بها باد سناً وسناء

فأنفاسها ما إن تني صعداؤها ... وأنفسهم من فوقها سعداء

هم عالجوا إذا عجل السير داءهم ... وأشباه مثلي مدنفون بطاء

فعدت ودوني للحبيب ترحلوا ... وما قاعد والراحلون سواء

له وعليه حب قلبي وأدمعي ... وقد صح لي حب وسح بكاء

بطيبة هل أرضى وتبدو سماؤها ... وإن تك أرضاً فالحبيب سماء

شذا نفحها واللمح منها كأنه ... ذكاء عبير والضياء ذكاء

فيا حادياً غنى وللركب حادياً ... عناني بعد البعد عنك عناء

بسلع فسل عما أقاسي من الهوى ... وسل بقباء إذ يلوح قباء

وفي عالج مني بقلبي لا عج ... فهل لي علاج عنده وشفاء

وللرقمتين أرقم الشوق لاذع ... ودرياقه أن لويباح لقاء

أماكن تمكين وأرض بها الرضى ... وأرجاء فيها للمشوق رجاء وقال (١) :

أدب الفتى في أن يرى متيقظاً ... لأوامر من ربه ونواه

فإذا تمسك بالهوى يهوي به ... والحبل منه لمن تيقن واه


(١) هذه المقطوعة واثنتان تاليتان في الكتيبة: ١٢٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>