للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لم يخلصوا لله حتى فرقوا ... في الله بين مضاجع وجنوب

هب لي شفاعتك التي أرجو بها ... صفحاً جميلاً عن قبيح ذنوبي

إن النجاة وإن أتيحت لامرئ ... فبفضل جاهك ليس بالتسبيب

إني دعوتك واثقاً بإجابتي ... يا خير مدعووخير مجيب

قصرت في مدحي فإن يك طيباً ... فبما فذكرك من أريج الطيب

ماذا عسى يبغي المطيل وقد حوى ... في مدحك القرآن كل مطيب

يا هل تبلغني الليالي زورة ... تدني إلي الفوز بالمرغوب

أمحو خطيئاتي بإخلاصي بها ... وأحط أوزاري وإصر ذنوبي

في فتية هجروا المنى وتعودوا ... إنضاء كل نجيبة ونجيب

يطوي صحائف ليلهم فوق الفلا ... ما شئت من خبب ومن تقريب

إن رنم الحادي بذكرك رددوا ... أنفاس مشتاق إليك طروب

أو غرد الركب الخلي بطيبة ... حنوا لمغناها حنين النيب

ورثوا اعتساف البيد عن آبائهم ... إرث الخلافة في بني يعقوب

الطاعنون الخيل وهي عوابس ... يغشى مثار النقع كل سبيب (١)

والواهبون المقربات صوافناً ... من كل خوار العنان (٢) لعوب

والمانعون الجار حتى عرضهم ... في منتدى الأعداء غير معيب

تخشى بوادرهم ويرجى حلمهم ... والعز شيمة مرتجى ومهيب ومنها:

سائل به طامي العباب وقد سرى ... تزجى بريح العزم ذات هبوب

تهديه شهب أسنة وعزائم ... يصد عن ليل الحادث المرهوب


(١) خوار العنان: لين العطف.
(٢) السبيب: شعر عرف الفرس.

<<  <  ج: ص:  >  >>