للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حتى انجلت ظلم الضلال بسعيه ... وسطا الهدى بفريقها المغلوب (١)

يا ابن الألى شادوا الخلافة بالتقى ... واستأثروك بتاجها المعصوب

جمعوا بحفظ الدين آي مناقب ... كرموا بها في مشهد ومغيب

لله مجدك طارفاً أو تالداً ... فلقد شهدنا منه كل عجيب

كم رهبة أورغبة لك والعلا ... تقتاد بالترغيب والترهيب

لا زلت مسروراً بأشرف دولة ... يبدو الهدى من أفقها المرقوب

تحيي المعالي غادياً اورائحاً ... وجديد سعدك ضامن المطلوب وقال من قصيدة خاطبه بها عند وصول هدية ملك السودان إليه وفيها الزرافة (٢) :

قدحت يد الأشواق من زندي ... وهفت بقلبي زفرة الوجد

ونبذت سلواني على ثقة ... بالقرب فاستبدلت بالبعد

ولرب وصل كنت آمله ... فاغتصب منه مؤلم الصد

لا عهد عند الصبر أطلبه ... إن الغرام أضاع من عهدي

يلحى العذول فما أعنفه ... وأقول ضل فأبتغي رشدي

وأعارض النفحات أسألها ... برد الجوى فتزيد في الوقد

يهدي الغرام إلى مسالكها ... لتعللي بضعيف ما تهدي

يا سائق الوجناء معتسفاً ... طي الفلاة لطية الوجد

أرح الركاب ففي الصبا نبأ ... يغني عن المستنة الجرد

وسل الربوع برامة خبراً ... عن ساكني نجد وعن نجد

ما لي تلام على الهوى خلقي ... وهي التي تأبى سوى الحمد

لأبيت إلا الرشد مذ وضحت ... بالمستعين معالم الرشد

نعم الخليفة في هدى وتقىً ... وبناء عز شامخ الطود


(١) ق: المطلوب.
(٢) التعريف: ٧٤، وانظر الاستقصا ٤: ٣٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>