للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أطوي على الزفرات قلباً آده ... جمل الهموم تجول بين ضلوعي

ولقد أقول لصرف دهر رابني ... بحوادث جاءت على تنويع

مهلاً عليك فليس خطبك ضائري ... فلقد لبست له اجن دروع

إني ظفرت بعصمة من أوحد ... بذ الجميع بفضله المجموع وقال يخاطب بعض الوزراء في حال وحشة (١) :

هنيئاً بصوم لا عداه قبول ... وبشرى بعيد أنت فيه منيل

وهنيتها من عزة وسعادة ... تتابع أعوام بها وفصول

سقى الله دهراً أنت إنسان عينه ... ولا مس ربعاً في حماك محول

فعصرك ما بين الليالي مواسم ... لها غرر وضاحة وحجول

وجانبك المأمول للجود مشرع ... يحوم عليه عالم وجهول

عساك وإن ضن الزمان منولي ... فرسم الأماني من سواك محيل

أجرني وليس الدهر لي بمسالم ... إذا لم يكن في ذراك مقيل

وأوليتني (٢) الحسنى بما أنا آمل ... فمثلك يولي راجياً وينيل

ووالله ما رمت الترحل عن قلى ... ولا سخط للعيش فهو جزيل

ولا رغبة عن هذه الدار إنها ... لظل على هذا الأنام ظليل

ولكن نأى بالشعب عني حبائب ... دعاهن (٣) خطب للفراق طويل

يهيج بهن الوجد أني نازح ... وأن فؤادي حيث هن حلول

عزيز عليهن الذي قد لقيته ... وأن اغترابي في البلاد يطول

توارت بأنبائي البقاع كأنني ... تخطفت أو غالت ركابي غول


(١) هو الوزير عمر بن عبد الله، ويستجير بصديقه ورديفه مسعود بن رحو بن ماساي، والقصيدة في التعريف: ٧٧.
(٢) التعريف: وأولني.
(٣) التعريف: شجاهن.

<<  <  ج: ص:  >  >>